لقد كشفت لنا زيارة صعدة أبعاد الأزمة اليمنية وتداعياتها ومدى الإحباط الذي وصل له الشارع اليمني من نظام علي صالح، وكذلك من التجمع للإصلاح، وقد انحسرت شعبية تجمع الإصلاح بين التيار الإسلامي نفسه، حيث رأوا - كما أخبرنا بعض قياداته المستقيلة - بأن بعض قيادات التجمع القبلية والسياسية متورطة في الفساد والمصالح، وهي الوجه الآخر للنظام، كما إن القطاع الأوسع من التجمع عاجز عن التغيير لعدم وجود رؤية .. الخ
وكذلك أثرت عليهم بعض المواقف السياسية حيث إن لجوءهم للسفير الأمريكي في صنعاء لحل المشكلة مع النظام ضمن اللقاء المشترك، قد أفقدهم ثقة قطاع واسع من الشباب الإسلامي.
لقد وجدنا عزوفا كبيرا عن التجمع للإصلاح باعتراف كثير من قياداته التي تخلت عنه في كل محافظات اليمن شمالا وجنوبا، وهي حالة تكاد تكون متشابهة في العالم العربي، حيث فقدت الحركة الإسلامية ثقة قطاع واسع من الشعوب، بسبب تحالفها مع الأنظمة الدكتاتورية من جهة، وقيامها أحيانا بدور المعارضة العقلانية التي لا تحقق تطويرا ولا تحدث تغييرا من جهة أخرى!
وهي حالة تكاد تتشابه في كثير من الدول العربية كالمغرب والجزائر والسودان وموريتانيا والأردن والعراق ودول الخليج واليمن!
كما وجدنا حالة من التعاطف الشعبي العام مع الفكر الجهادي، إلا أن هناك قناعة عامة بغياب مشروع سياسي لديهم يخرج اليمن مما هو فيه من أزمات ومشاكل سياسية واقتصادية كبرى، تحتاج حلولا سياسية وبرامج تنمية وليست حلولا عسكرية فقط .. الخ
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 584