نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 709
العنف بعضهم ضد البعض الآخر، إن الشعب يتمثل أمرك)! (فالدعوة للثورة على الملك لم ترتد يوما رداء العقيدة، فسلطة الملك حتى لو أصبحت مدعاة للضر والأذى تحافظ على طابعها الإلهي)! (1)
فمع أن مصر عاشت حالة من الفوضى والحرب الأهلية بسبب فساد الحكم، وضعف الملك نفسه، وهو سبب حدوث الاضطراب، إلا أن الشعب لا يقاتل الملك، ولا يثور عليه، بل يقاتل بعضه بعضا، وفي الوقت نفسه يطيع الجميع الملك!
وحتى الذين يثورون على الملك لا يرتدون رداء العقيدة الدينية، لأن الدين قرين الملك، ولا يمكن الثورة على الدين الملكي باسم الدين، فالملك إله بشري، والدين هو طاعته، ومن يخرج عليه يخرج عن الدين!
وقد أخبر القرآن عن هذه الظاهرة الفرعونية كما في قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26]
فهل هناك أطرف من أن يقول فرعون الضال الوثني، عن موسى رسول الله - عليه السلام - «إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ»؟!!
أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح؟ أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل؟ أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادئ؟ إنه منطق واحد، يتكرر كلما التقى الحق والباطل، والإيمان والكفر. والصلاح والطغيان على توالي الزمان واختلاف المكان. والقصة قديمة مكررة تعرض بين الحين والحين. (2)
فرعون يخشى على دين شعبه أن يتبدل بخروجهم عن طاعته، ويخاف عليهم من فساد الأحول واضطراب الأمور!
(1) - تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها (1/ 52)
(2) - في ظلال القرآن للسيد قطب-ط1 - ت- علي بن نايف الشحود (ص: 3872)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 709