نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 710
فالملك هو صمام الأمن، وسبب الاستقرار، وجامع الوحدة الوطنية، بحيث لو ذهب لتقاتل الشعب فيما بينهم، وفسد حالهم!
5 - والملك والأمير هو محور وحدة الدولة والشعب، وهو موحد الوطن، وتاريخ الدولة والشعب يبدأ ببداية حكم الملك وأسرته، كما جاء في تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها: (الملك محور الوحدة وخالقها .. يعزو المصريون إلى ملكهم الأول تنظيم البلاد على أساس توحيدها، فالملكية في نظرهم بدء تاريخ الإنسان في البلاد، وقد جعلوا من نقطة الانطلاق هذه حدثا إلهيا دبرته الآلهة وهيأت له الأسباب) (1)
وهذا حال كل الملوك والأنظمة الوراثية، فالدولة وتاريخها يبدأ ببداية حكم الأسرة الحاكمة، وأول ملوكها هو مصدر وحدة الدولة، وهو موحدها ومؤسسها! وما جرى على يديه هو باصطفاء من الله وتوفيق منه!
فكما أن الوجود مصدره الله الخالق الواحد الأول، فالدولة والمملكة مصدرها الأسرة الحاكمة، فوجودها مرتبط بوجود الملك، فهو البداية والأول والموجد!
6 - وفي الملكيات تتجلى روح الخضوع المطلق للشعب أمام الملك بكل جلال وخشية ورهبة، كالعبد أمام سيده، والعابد بين يدي ربه وإلهه، فهناك تتماهى الطاعة له كأب للشعب تارة، وكإله تارة أخرى، وكرئيس تارة ثالثة، فتختلط مشاعر الحب والخشية والرهبة، وتتشكل حالة نفسية تطبع الشعب كله بطابع العبودية للملك والأمير ذلك الرب والإله البشري، وكما جاء في تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها: (الرعب والقلق والاضطراب العام يشل أسباب الحياة .. وهذا ما يفسر روح الخضوع والامتثال التي ميزت الشعب المصري، فالفكرة الدينية مهما بلغ من قوتها وشدة تأثيرها، لم تكن تستطيع وحدها أن تضفي على النفس المصرية مثل هذه المشاعر والأحاسيس، وهي مشاعر وأحاسيس كثيرا ما اتخذ منها الفراعنة يدا لكبت النوازع الأمارة بالسوء)! (2)
(1) - تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها (1/ 44)
(2) - تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها (1/ 55)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 710