نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 712
8 - وللملك والأمير حق التوريث للسلطة كما يورث ماله الخاص، فالملوك والأمراء في الأنظمة الوراثية يورثون الحكم على أساس أن الوطن والشعب ملك خاص يورثه الأب للابن، وقد يشركه بالأمر في حياته، وهي أبرز مظاهر الفرعونية، كما جاء في التاريخ العام للحضارة: (فالابن البكر يخلف أباه الملك، ويعمد الملك أحيانا إلى تأمين خليفته بنفسه، فيختاره أو يشركه بأعباء الحكم وهو في قيد الحياة، فيحكم كوصي مشارك)! (1)
فالأنظمة الملكية التي تقوم على قهر الشعب، لا تصل إلى هذه الحالة من القدرة على التوريث إلا بعد تدجين الشعوب، واستلابها إرادتها وحريتها وكرامتها، وبعد تشكل حالة عامة من الخضوع الطوعي، وفقدان الإنسان فيها لإنسانية، ليصبح متاعا ينتقل من ملك الأب للابن!
ثم يبلغ الانحطاط بالشعب والإنسان في ظل الأنظمة الوراثية أن يفقد كرامته وإنسانيته وحريته حتى لا يشعر أصلا بأن في ذلك مشكلة حين تنقل ملكيته كإنسان وكشعب من الأب إلى ابنه الوريث، فهناك دستور ونظام أساسي ينظم عملية انتقال الملكية بشكل طوعي، بل وبكل سرور وبهجة، يستقبل الشعب مهمة نقل الملكية كقطيع أغنام من الملك أو الأمير إلى ولي عهده ووريث شعبه من بعده!
9 - وإرادة الملك سامية لا تهدف إلا لتحقيق السعادة لشعبه، ولا يمكن أن تكون أوامره اعتباطية، فهو بشر في الصورة، إله في الحقيقة، لا يصدر عنه إلا الخير، كما جاء في وصف الفرعون: (كان الأساس لدى الجميع أن الإرادة الملكية، لا يمكن أن تهدف إلا لسعادة مصر، كذلك من الأمور البدهية عند المصري أن إرادة الملك وقضاءه أحكام لا يمكن أن تأتي اعتباطية، فالأحكام التي تصدر عنه حق وعدل)! (2)
وهذا ما تدعيه الأنظمة العربية الوراثية، فالإعلام فيها يعبر عن هذه الظاهرة أوضح تعبير، فالملك أوالأمير هو صاحب الجلالة والعظمة الذي إرادته سامية كريمة، وأوامره حكيمة، وظهوره للناس مكرمة عليهم ... الخ
(1) - التاريخ العام للحضارة (1/ 48)
(2) - التاريخ العام للحضارة (1/ 52)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 712