نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 713
كما أخبر القرآن عن دعوى فرعون حين خاطب قومه: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر:29]
ففرعون يزعم بأن كل ما يصدر عنه هو رشد وحكمة وعدل وحق، فهو معصوم عن الخطأ والظلم والسفه، بما له من حظ في الألوهية والربوبية!
قال ابن جرير الطبري:" قَالَ فِرْعَوْنُ {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} [غافر:29] يَقُولُ: قَالَ فِرْعَوْنُ مُجِيبًا لِهَذَا الْمُؤْمِنِ النَّاهِي عَنْ قَتْلِ مُوسَى: مَا رَأْيُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الرَّأْيِ وَالنَّصِيحَةِ إِلَّا مَا أَرَى لِنَفْسِي وَلَكُمْ صَلَاحًا وَصَوَابًا، وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ. يَقُولُ: وَمَا أَدْعُوكُمْ إِلَّا إِلَى طَرِيقِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ فِي أَمْرِ مُوسَى وَقَتْلِهِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَقْتُلُوهُ بَدَّلَ دِينَكُمْ، وَأَظْهَرَ فِي أَرْضِكُمُ الْفَسَادَ." (1)
10 - والملك وأسرته فوق القانون وفوق عامة الشعب، وهذه الفوقية في الأنظمة الوراثية قائمة على أساس من الشعور الزائف بألوهية بشرية، تجعل لهم من الخصوصية والاستحقاق المزعوم ما ليس لغيرهم، كما كان عليه حال الفرعونية: (الملك في مصر منذ بدء الملكية فيها إله، للتدليل على سلطته المطلقة، وتساميه فوق العامة، ليس بصورة رمزية أو مجازية، بل عكس ذلك تماما فالنص الحرفي ينم عن هذه العقيدة)! (2)
ولا يحتاج الواقع المعاصر للأنظمة الملكية والوراثية العربية إلى كبير عناء لأثبات هذه الحالة الفرعونية في ممارساتها الواقعية، فالملوك والأمراء وأسرهم وحاشيتهم فوق القانون، ولهم من الخصوصية والامتيازات والمعاشات ما ليس لعامة الشعب، بناء على هذه العقيدة الملكية الفرعونية، ويعزز هذه الحالة ثقافة شعبية ودينية ترى مشروعية هذه الممارسات، وتبررها وتدافع عنها وباسم الإسلام والسنة!
11 - والملك هو معبود الجماهير وملهمهم، ومصدر عزتهم ومجدهم، يقبلون يده، ويخشعون بحضرته، ويسبح بحمده الشعراء، ويمجده الخطباء، وتهتف باسمه العامة، ويخرج بموكبه وزينته ليقفوا له، وتصرف له كل صور الإجلال كإله بشري، وهي أبرز ملامح الحكم الفرعوني
(1) - تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (20/ 314)
(2) - التاريخ العام للحضارة (1/ 46)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 713