نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 714
كما جاء في المصدر السابق: (فحياته على مر الأيام حياة إله، وابن إله، وهو موضوع عبادة الجميع وتكريمهم، فالكل يعفر جبينه أمامه، ويتشرف أسعدهم حظا بتقبيل قدميه، وحركاته وسكناته تجري وفقا لمراسم معينة، فلا يظهر للناس إلا برداء خاص، مرصع بالأحجار الكريمة .. )، (1)
وقال: (الفرعون إله على الأرض له كهنته وعبادته اليومية، وأناشيده الخاصة، وله أعياده أعياد الجلوس على العرش، والأعياد التذكارية، والمواكب)! (2)
وهو ما أخبر به القرآن عن فرعون كما قال تعالى في شأنه: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه:59]!
وهذه الفرعونية لم تنته بزوال الحكم الفرعوني في مصر بل انتقلت إلى كل النظم الوراثية التي أعقبتها في كل مكان، كما حدث في فارس: (بعد داريوس نظمت مبادئ دقيقة جدا جميع أعمال الملك، ولم يشاهده الخاضعون لحكمه إلا في أيام الاحتفالات حيث يخضع الجميع أمامه عندما يطل على عرش العظمة، أو عربة الأبهة)! (3)
ويشاهد العالم كله ومن خلال وسائل الإعلام في الأنظمة العربية الوراثية كيف يقف رجال الدولة وقادة الجيش وعامة الشعب طوابير ليتشرفوا بمصافحة الملك أو الأمير، وتقبيل يده وكتفه، والانحناء أمامه، على نحو وثني لا يقع مثله حتى في الدول الوثنية!
12 - والحكومة ومؤسسات الدولة وإداراتها السياسية والإدارية والمالية والعسكرية في النظم الملكية والوراثية هي لخدمة الملك، ولتنفيذ إرادته وطاعته، وكل ما يصدر عن مؤسسات الدولة يصدر باسم سموه، كما كان شأن الدولة المصرية في الحقبة الفرعونية: (يجري كل شيء باسم الملك، وتتخذ القوانين الملكية العمومية شكل تصريحات شفوية)! (4)
(1) - التاريخ العام للحضارة (1/ 48)
(2) - التاريخ العام للحضارة (1/ 107)
(3) - التاريخ العام للحضارة (1/ 291)
(4) - تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها (1/ 220)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 714