نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 715
وقال: (إن الملوك بقبولهم تعظيم هؤلاء الهاتفين أو بلجوئهم إليهم، قد استهدفوا إعلاء شأن نفوذهم الشخصي، وإثبات تعلق مؤمنيهم بهم، وألفت الملكية بين نظرية الإنسان المتفوق، وبين النظرية القانونية الشرعية أي نظرية الحق السلالي في التملك، وتكون هذه النظرية قاعدة متينة للسلطة المطلقة كحق إلهي وبشري معا من جهة، وانطلاقا من هذه السلطة تشكل جهاز إداري ومالي وعسكري كامل، توجته العبادة السلالية بغية ضمان تنفيذ قرارات الملك، وجمع القوى المادية والأدبية في أراضيه على يديه)! (1)
13 - والملك هو محل عناية الله واختياره، وهو ظل الله في الأرض، والملك والدين قرينان، فحاجة الملك للدين أساسها الاعتقاد بأن الله يتجلى بقضائه وقدره في الملوك، فبأيديهم الحياة والموت، والمنع والرزق، والإغناء والإفقار، والإعزاز والإذلال، ولهذا يتحالف الملوك مع رجال الدين والسحرة والعرافين لتعزيز سلطتهم باسم الله وباسم عالم الأرواح والقوى الخفية، كما جاء في شأن ملوك الآشوريين في العراق: (السلطة الملكية تستند دوما إلى أساس إلهي " لقد هبط النظام الملكي من السماء " فالملوك الآشوريون الأوائل مع تسمية ذواتهم بالملوك إلا إنهم لا ينفكون عن اعتبار أنفسهم " نواب الإله آشور " ويظهر كل هذا الدور السياسي الذي يلعبه رجال الكهنوت، أو الكاهن الأعظم في شئون المملكة، وهكذا فإن النظام يحتفظ بالمظهر الثيوقراطي (الديني)،فالسلطة الملكية لا تصبح علمانية، ويفترض في الآلهة أمر تعيين صاحب السلطة ولا غرابة في التوفيق بين هذا الاصطلاح ومبدأ الوراثة إذا أن الملوك يفخرون بالأصل الملكي الذي ينتسبون إليه، ولكنهم مع ذلك لا يتناسون في الوقت نفسه عن التذكير بالانتخاب الذي وقع عليهم من قبل الآلهة، ويباشر الملك وهو على قيد الحياة بانتخاب أحد بنيه)! (2)
14 - وصور الملك وتماثيله هي تجلي لذاته المصونة على شعبه، فيجب أن تكون في كل مكان في الدولة، فتنصب تماثيله في الميادين، وتعلق صوره في الطرقات والإدارات، حتى لا ينساه أحد، وحتى يتذكر الشعب في كل مكان أن الملك والأمير معهم، يطلع على
(1) - تاريخ الحضارة عن ملوك مصر وفرعونها (1/ 434)
(2) - التاريخ العام للحضارة (1/ 139)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 715