8 – يحمد الله على كل حال؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب قال: ((الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات)) وإذا رأى ما يكره قال: ((الحمد لله على كل حال)) ([1])؛
ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعض بناته وهي في السَّوْق [2]، فأخذها ووضعها في حجره حتى قُبضت فدمعت عيناه فبكت أمُّ أيمن، فقيل لها: أتبكين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: ألا أبكي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي؟ قال: ((إني لم أبكِ، وهذه رحمة، إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله - عز وجل - ((وفي لفظ: فصاحت أم أيمن، فقيل: أتبكين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: ألست أراكَ تبكي يا رسول الله؟ قال: ((لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله - عز وجل -)) [3]. [1] ابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، برقم 3803، والحاكم، 1/ 499، وصححه، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 265، وحسنه في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 245. [2] السَّوْق: أي النزع كأن روحه تساق لتخرج من بدنه، ويقال: السياق. النهاية لابن الأثير، 2/ 424. [3] أخرجه أحمد في المسند، 4/ 234، برقم 2412، و4/ 279، برقم 2475، ورقم 2704، وقال المحققون لمسند أحمد في الموضعين: ((إسناده حسن)) وأخرجه الترمذي في الشمائل، برقم 318، وابن أبي شيبة، 3/ 394،وعبد الله بن حميد، برقم 593، والبزار، برقم 808، والنسائي، 4/ 12، ويشهد لقوله: ((هذه رحمة)) ما عند البخاري، برقم 1284، ومسلم، برقم 923 من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال الألباني عن حديث ابن عباس في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1632: ((وهذا إسناد صحيح)).