responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
* أما الحمد اصطلاحا عُرفاً: هو فعل ينبأ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد أو غيره. فعل ينبأ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد أو غيره.
(فعل) الفعل هنا جنس يشمل الجنان (القلب) ويشمل اللسان ويشمل الجوارح. إذاً الحمد الاصطلاح مورده ثلاثة أشياء: اللسان والجوارح والقلب, بخلاف الحمد اللغوي.
(فعل ينبأ) يعني يدل على تعظيمِ المنعمِ كما قال هناك على جهة التعظيم والتبجيل.
(فعل ينبأ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعماً) إذا هنا الحمد في مقابلة النعمة, وهناك الحمد اللغوي في مقابلة النعمة وغيرها, وعليه نقول: العلاقة بين الحمدين (الحمد اللغوي والحمد الاصطلاحي) العموم والخصوص الوجهيْ يجتمعان ويفترقان, لأننا أثبتنا أنَّ الحمد اللغوي مورده اللسان فقط وسببه: الإنعام وغيرها.
والحمد الاصطلاحي: مورده آلته التي يورد عليها أعمُّ من الحمد اللغوي لأنه يكون باللسان ويكون بالجنان ويكون بالجوارح, سببه النعمة فقط, فنقول بينهما عموم وخصوص وجهيّ.
الحمد اللغوي: أعم من جهة السبب, وأخص من جهة المورد والآلة.
الحمد الاصطلاحي: أعم من جهة الآلة, وأخص من جهة السبب. لو حصل الثناء باللسان في مقابلة نعمةٍ نقول هنا: اجتمع الحمد اللغوي والحمد الاصطلاحي, وإذا حصل الثناء باللسان لا على نعمةٍ نقول هنا حصل الحمد الحمد اللغوي لا الاصطلاحي, وإذا حصل الثناء لا باللسان وإنما بالقلب أو بالجوارح في مقابلة نعمة نقول: هنا انفرد الحمد الاصطلاحي. إذاً قد يجتمعان وقد يفترقان.
* الحمد عند بعض أهل العلم مرادف للشكر كابن جرير الطبري وذهب إليه صاحب القاموس الفيروز آبادي -رحمهم الله جميعا- ذهبوا إلى أن الحمد مرادف للشكر. هذا التعريف الأخير لذكر الحمد الاصطلاحي تقدم لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وغيره من أئمة الدعوة بأنه قَصَر الحمد على مقابلة النعمة فقط.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حمد الرب -جل وعلى- نوعان: حمد في مقابلة إحسانه إلى عباده قال وهذا نوع من الشكر, وحمدٌ لكونه متصفاً بصفات الكمال والعرفِ والجلالِ وهذا مغاير للأول, والحد الاصطلاحي للحمد الاصطلاحي هذا قَصَر الثناء على الأول دون الثاني لأنه قال (فعل ينبأ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما) إذاً لا يُحمد إلا في مقابلة النعمة ونقول: الله عز وجل يحمد على نعمه ويحمد على صفاته ولذلك جاء في القران (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولد) [الإسراء/111] وهذا من الصفات (الثناء) (20:26) (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولد ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) [الإسراء/111] هذا حمد على الصفات الذاتية (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور) [الأنعام/ 1] (الحمد لله الذي أنزل عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) [الكهف/1] هذه كلها صيغ حمد متعلقها غير الإنعام, وإن كان الآية الأخيرة متعلقها الإنعام وهو إنزال الكتاب. إذاً نقول: الحمد بالتعريف الأخير الاصطلاحي يُنتقد من جهة أنه خاص بالنعمة, والصواب: أنه عام في النعمة وغيرها. فالله جل وعلى يحمد على صفاته اللازمة, ويحمد على صفاته المتعدِّية.

نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست