نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 6
فقال رحمه الله: الحمد هو ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. هكذا عرَّفه شيخ الإسلام ابن تيمية الحمد هو ذكر محاسن المحمود وقال ابن القيم –رحمه الله-: هو إخبارٌ عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. فمحاسن المحمود هذا يعمُّ الصفات الذاتية كالكبرياء والعظمة, وأيضا الصفات المتعدية كالإحسان والمغفرة والرحمة.
قلنا الحمد والشكر مترادفان عند بعض أهل العلم, وبعضهم يرى أنهما متباينان يعني مختلفان وهذا هو أصح كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في غير ما موضع في فتاويه.
فيعرَّف على ذلك الشكر بأنه في اللغة: هو عين الحمد الاصطلاحي فالشكر لغة هو الحمد الاصطلاحي فنقول الشكر لغة: فعل ينبأ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد أو غيره.
الشكر اصطلاحا: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خُلِقَ لأجله.
(صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه) سواء كان الصفة خاصة به كالسمع والأذن والبصر ونحو ذلك واللسان أو منفكة عن الإنسان كالمال والولد والزوجة ونحو ذلك.
(صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق لأجله) فالسمع والبصر والأذن خلقتْ لماذا؟ لتحقيق عبودية الله -جل وعلى-, فإذا صرفتْ لغير هذا لغير هذه الحكمة نقول صرفتْ في غير ما خلقة له فيكون من قبيل الكفران لا الشكر, لأن ضد الحمد هو الذم وضد الشكر الكفر. إذاً نقول يشمل الشكر من جهة الآلة اللسان والجوارح والقلب.
مورد الشكر ثلاثة: اللسان يعني آلة الشكر ومورد الشكر بماذا يشكر العبد ربه؟ إما أن يتحرك بجوارحه كالسجود والركوع والقيام أو يمشي إلى الطاعة أو يلهج لسانه بذكر الله فيكون من الشكر أو يعتقد يعترف بالنعمة ونحوها بقلبه فيكون هذا هو المقصود بمورد الشكر إذاً مورد الشكر ثلاثة: اللسان والجوارح والجنان.
(أفادتكم النعماء مني ثلاثةً ... يدي ولساني والضمير المحجبا)
أما السبب: فهو خاص بالنعمة, وهنا وافق شيخ الإسلام كما خالف هناك وافق هنا, وخصَّ الشكر بالنعمة فيكون بين الشكر وبين الحمد الاصطلاحي: العموم والخصوص الوجهي, فالشكر أعم من جهةِ الآلة وأخص من جهة السبب, والحمد اللغوي أخص من جهة الآلة وأعم من جهة السبب, فالشكر أعم من جهةِ الآلة واخص من جهة السبب, لأن التقابل يكون بما دلت عليه اللغة.
أما الحمد الاصطلاحي فهذا خاص بأهل الاصطلاح فالتقابل يكون بين الشكر اللغوي والحمد اللغوي.
قال الناظم (أحمد ربي) نقول هنا الناظم عبر بالجملة الفعلية المفتتحة بالفعل المضارع المثبت, وهذا له نكتة عند البيانيين "العدول عن الجملة الاسمية والجملة الماضوية إلى الجملة الفعلية" يقولون لأنَّ الجملة الفعلية المثبتة تفيد الاستمرار والتجدد (التجدد) هو بمعنى الاستمرار ومقصودهم هنا بالتجدد: كون الحدثِ والفعلِ يحصل ويقع مرةً بعد أخرى.
الجملة الاسمية تدل على الاستمرار دون التجدد والجملة الماضوية لا تدل لا على الاستمرار ولا على التجدد الذي هو حصول الشيءِ مرة بعد أخرى, لكن تدل على التجدد الذي بمعنى الوجود بعد العدم.
نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 6