وكانت تركستان وأفغانستان في قبضة الشغطائية، ثم صارت الأمور إلى التيمورية، وكلتاهما مغولية[1].
والذي حدث أن هؤلاء التتار[2] قد زحفوا كالجراد بقيادة جنكيز خان على أواسط آسيا وغربها منذ عام 606هـ، فملكوا كثيرًا من البلاد، وقتلوا ما لا يحصى من أهلها حتى بلغوا خراسان فانتزعوها من ملكها خوارزم شاه عام 617هـ، بعد أن أفنوا عددًا كبيرًا من مسلميها، ثم عبروا نهر جيحون، وقصدوا مدينة بلخ، وساروا إلى نيسابور فملكوها لضعف أهلها عن مقاومة هؤلاء التتر الكفرة المخربين, وأخرجوا أهلها إلى الصحراء فقتلوهم وسبوا نساءهم وخربوا المنازل، ثم سارت طائفة منهم إلى طوس ففعلوا بها كما فعلوا بغيرها وخربوها، ولم يسلم من شرهم وفسادهم شيء، كما قال المؤرخ ابن الأثير[3]. [1] ينظر: تاريخ آداب اللغة العربية: 3/ 110. [2] التتار أمم وثنية جاهلة من الجنس المغولي الأصفر، ومنهم الياقوتية والجيرجيزية والساموية. ومساكنهم الأولى الأطراف الشمالية لبلاد الصين، ومنذ الأزمنة السحيقة كانوا يعيشون عيشة البداوة، ويخضعون لأحد ملوك الصين, ثم نجم فيهم رجل قوي الشكيمة شديد البأس، استطاع أن يتملك عليهم، وأن يفوز بعرش الحكم فيهم، ودانت له أمم التتار جميعًا، وأخذ يقودهم من نصر إلى نصر، حتى خضع لحكمهم الأمم المجاورة، ذلك الرجل هو جنكيز خان، ومن صفات هؤلاء التتار الشجاعة وشدة البأس وحب البطش, وكان من أعظم ملوكهم بعد جنكيز
خان حفيده هولاكو خان الذي نكبت بغداد على يديه سنة 656هـ، وتيمور لنك الذي خرب بلاد الشام، ومنهم أيضًا أولوغ بك وطغرك بك، وأورخان بك، وغازان، وأبو سعيد، وغيرهم. "نقلًا عن: عصر سلاطين المماليك، المجلد الثالث، ص7، 8 بتصرف". [3] ينظر الكامل في التاريخ: 10/ 421.