ومذهب الخليل وسيبويه أصح من مذهبي الكسائي والفراء[1].
أما كونه أصح من مذهب الكسائي؛ فلأن مذهب الكسائي مستلزم لمنع صرف الاسم بغير علة، وانتفاؤه معلوم من لغتهم، والقلب الذي هو مذهب الخليل وسيبويه كثير شائع، فارتكابه أولى من ارتكاب ما لا نظير له في كلامهم[2].
وأما كونه أصح من مذهب الفراء؛ فلأن مذهب الخليل وسيبويه يستلزم خلاف الظاهر بوجه -أعني القلب- وهو كثير شائع، [ومذهب الفراء يستلزم خلاف الظاهر بوجهين[3]: أحدهما غير شائع] [4] والآخر غير جائز[5]. [1] وقال الرضي: "وجمعه على أشْياوَاتٍ مما يقوِّي مذهب سيبويه؛ لأن فعلاء الاسمية تجمع على فَعْلاوات مطرداً نحو: صحراء على صحراوات، وجمع التاء بالألف والتاء كرجلات وبيوتات غير قياس. "شرح الشافية: 1/ 30". [2] وقال الرضي: "ويضعف قول الأخفش والكسائي قولهم: أَشَايا وأشَاوَى في جمع أشياء كَصَحَارى في جمع صحراء، فإن أفْعِلاَء وأفعالا لا يُجْمَعَان على فَعَالَى، والأصل هو الأشايا وقلبت الياء في الأشَاوى واواً على غير قياس كما قيل: جبيتُه جباية وجباوة". "المصدر السابق: 1/ 31". [3] في "هـ": من وجهين. [4] ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". [5] في "هـ": أحدهما غير جائز والآخر غير شائع.