والأول تقديره: شيئاء، [وأنَّ] [1] شَيِّئا على وزن فَيْعِل، فإنه خلاف الظاهر مع أنه لم يسمع "شيِّء"، فلو كان هو الأصل لكان هو الكثير الشائع "كما أنه لما كان ميت وبيّن أصل مَيُت وبَيُن"[2] كان أكثر من "مَيْت وبَيْن" لكنه ليس كذلك.
والثاني: حذف الهمزة التي هي لام الفعل مع أن الهمزة[3] التي وقعت بعدها همزة بينهما ألف لا يجوز حذفها[4].
قوله: "وَكَذِلِكَ الْحَذْفُ[5] كَقَوْلِكَ فِي قَاضٍ فَاعٍ، إِلاَّ أن يبين فيهما"[6].
أي: وكالقلب الحذف في الزنة؛ فإنه إذا كان في الموزون حذف حُذف في الزِّنة ما حذف في الموزون، لما ذكرناه في القلب، فقاض على وزن فاع، ويَمُت على وزن يَعُل، وقل على وزن فل إلا إذا أريد أن يبين وزنها في الأصل، فإنه لا يقلب ولا يحذف في الزنة، فيقال أيس في الأصل على وزن: فَعِل، وأشياء في الأصل على وزن: فَعْلاء، وقاض في الأصل على وزن: فاعِل، وقل في الأصل على وزن: افْعُل. [1] وأن: إضافة في المحقق يتطلبها السياق. [2] في الأصل: "كما أنه لما كان هو ميت وبين هو الأصل". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". [3] في الأصل، ق: حذف الهمزة، وما أثبتناه من "هـ". [4] وقد ضعف الرضي أيضا رأي الأخفش والفراء هذا، بثلاثة وجوه، راجعها في شرح الشافية: 1/ 30. [5] قوله: "وكذلك الحذف" عطف على قوله: "إن كان في الموزون قلب قلبت الزنة مثلة". [6] عبارة ابن الحاجب المذكورة من "ق". وفي الأصل، هـ: "وكذلك الحذف ... " إلى آخره.