ويدل على صحة المثال السادس وجهان: أحدهما: رواية الأخفش والفراء، وهما ثقة والثاني: أنه جاء عُنْدَد، قال أبو زيد[1]: ما لي عنه عُنْدَد وعُنْدُد، أي: بُدّ[2]. والدال الثانية فيه[3] للإلحاق، بدليل فك الإدغام؛ فلو لم يكن للإلحاق لقيل عُنَدّ[4]. وإذا كان للإلحاق علمنا أن هذا المثال موجود في الراباعي ليلحق به؛ لأن الإلحاق يستدعي مثالا يلحق به[5].
وأما نحو جُنَدِل[6]، وعُلَبِط للضخم[7]، وهُدَبِد -للبن الخاثر[8]- فلا يعتد به، لكونه نادرا وللعلم -بالاسقراء[9] في[10] كلامهم- بأنه لا يجتمع أربع حركات متواليات[11] في كلمة واحدة؛ فتوالي الحركات الأربع المتوالية حملهم على أن حكموا فيها بأنها محذوفات من "جَنادِل [1] هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن العتيك بن حرام بن محمود بن رفاعة بن بشر بن الضيف بن الأحمر بن القيطوم بن عارم بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري: نحوي لغوي بصري. له كتب كثيرة ونوادر في اللغة مشهورة. توفي "215هـ" خمس عشرة ومائتين عن أربع وتسعين سنة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 165, 166". [2] حكاه ابن فارس في المجمل "عند": 633. [3] في "هـ": منه. [4] في الأصل: عندد. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". [5] في الأصل: ليلتحق. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". [6] الجندل: الجنادل. وقيل: المكان الغليظ فيه حجارة. "اللسان: جندل 1/ 699". [7] وقيل: العُلَبِط القطيع من الغنم "اللسان: علبط: 4/ 3064, 3065". [8] وقيل: الهُدَبِد: الصمغ الذي يسيل من الشجر أسود "السابق: هدبد" 6/ 4630. [9] في "ق": باستقراء. وكذا في "هـ". [10] لفظة "في" ساقطة من "هـ". [11] في "هـ": متوالية.