وقد شكلت تركستان جسرًا ثقافيًّا بين الهند والصين، وفي مراكزها العلمية تم ترجمت مؤلفات البوذية السنسكريتية إلى اللغة الصينية، وتذكر الروايات أن المترجم كومارا جيفا المتوفى سنة أربعمائة وثلاث عشر من الميلاد من كوتشا احتجز في الصين، وطلب إليه إدارة مركز الترجمة من السينسكريتية الذي ضم في أيامه ثمانمائة ناسخ، وفي عام خمسمائة وست وعشرين ميلادية وصل إلى كانتون من الطريق البحرية الطوباوي وزيزا راما، الذي يعتبره الصينيون بطريارق البوذية الثامن والعشرين.
وفي القرن الثامن الميلادي دخلت الصين مرورًا بالتبت البوذية التنترية، ثم في القرن الحادي وصل إلى معبد أوتان شاي الصيني قادمًا من الهند فقيه الكنيسة التيبيتية، والمصلح التنتري أسيكا للتبشير بالبوذية، لقد حصل التبشير بالبوذية منذ عهد أوسرت هان إلا أن انتشارها الفعلي حصل بفضل حماية الملوك التيتريين ملوك الصين الشمالية من القرن الثالث حتى القرن السادس الميلادي، وحوالي عام ثلاثمائة وخمس وثلاثين من الميلاد بدأ الصينيون يعتقدون البوذية، ويؤسسون الرهبانيات التي سنها بوذا، ثم أكملت البوذية انتشارها في عهد سلالة تانغ من سنة ستمائة وثماني عشر إلى سنة تسعمائة وسبع من الميلاد، ولم تستطع الحركة الكونفشوسية على أيام الإمبراطور أورتوسونغ عام ثمانمائة وأربع وأربعين من الميلاد المناهضة للديانات الدخيلة من القضاء على البوذية، مع أنها استطاعت أن تمحو ديانات أخرى كالمانوية، والزرادشتية، وتطمس أثارها نهائيًّا في الصين.
وعندما ارتقى تيشين توسونغ عرش إمبراطورية عام ألف وتسعة عشر من الميلاد أطلق الحرية للبوذية والطاوية، وفي عهده ظهرت أول طبعة من الشريعة الصينية،