نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني) نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 698
فقال موسى: يا آدم: أنت أبونا خَيَّبْتَنَا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: يا موسى: اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك التوراة أتلومني على أمر قدَّره عليَّ قبل أن يخلقني؟! قال فحجَّ آدم موسى"[1].
وفي هذا أن موسى كلَّمه الله تكليما، وسمع كلامه بلا واسطة.
وأما قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [2] فالوحي أول ما أرى الله الأنبياء في منامهم.
قال الشافعي -رحمه الله- وغيره من العلماء: "رؤيا الأنبياء وحي لقول ابن إبراهيم لما أُمِرَ أبوه في المنام بذبحه: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} 3 ".
أنواع تكليم الله تعالى لأنبيائه
وأما الكلام من وراء حجاب: فهو كما كلَّم الله موسى من وراء حجاب، وروى البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن موسى -عليه السلام- قال: يا رب: أرنا الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله عز وجل آدم -عليه السلام-، فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال له أبونا آدم: نعم، فقال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلَّمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له آدم: فمن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب، لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم" [4] إلخ الحديث.
وأما الكلام بالرسالة: فهو إرسال الروح الأمين إلى من شاء من عباده، قال الله –تعالى-: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [5] والأحاديث في ذلك كثيرة.
قال البيهقي: وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم هذه الأنواع الثلاثة:
أما الرسالة: فقد كان جبريل يأتيه بها من عند الله عز وجل.
وأما الرؤيا في المنام: فقد قال الله –تعالى-: {قَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ} [6].
وأما التكليم: فقد قال الله عز وجل {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [7] ثم كان فيما أوحى [1] البخاري: أحاديث الأنبياء "3409" وتفسير القرآن "4738" , ومسلم: القدر "2652" , والترمذي: القدر "2134" , وأبو داود: السنة "4701" , وابن ماجه: المقدمة "80" , وأحمد "2/248 ,2/264 ,2/268 ,2/287 ,2/314 ,2/398 ,2/448 ,2/464" , ومالك: الجامع "1660". [2] سورة الشورى آية: 51.
3 سورة الصافات آية: 102: 104. [4] أبو داود: السنة "4702". [5] سورة الشعراء آية: 192. [6] سورة الفتح آية: 27. [7] سورة النجم آية: 10.
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني) نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 698