لم يذكرها, فـ (ما) هذه نافية هنا, ثم ليُعلَم أن هذه ليس استدراكاً عليه, لأنه لم يذكر أنه جمع كل ما عليه أهل الجاهلية, وإنما ذكر أموراً خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدعي الحصر حتى يُقال أن هذا استدراكٌ عليه. يعني الاستدراك إذا ادعى أنه حصر هذه المسائل فيما ذكره من عددٍ وقد بقي عليه شيءٌ وفاته شيء, حينئذٍ إذا أُلِّف بعده يكون استدراكاً, وأما إذا لم ينص ولم يدّعي أنه حصر حينئذٍ ما زِيدَ بعده لا يُسمّى استدراكاً كما ذكر رحمه الله تعالى, هذا ما يتعلق بـ .. بالكتاب.
ثم هذا العنوان (مسائل الجاهلية) كما ذكرنا يتعلق به مسألتان, أولاً معرفة المراد بقوله (مسائل) , ثم معرفة المراد بقوله (الجاهلية) , وهذه مقدمة تعلق بشرح عنوان الكتاب ثم الأصل الذي تفرّعت عنه هذه المسائل قبل الشروع في مسائل الكتاب.