مسائل جمع مسألة .. جمع مسألة, من السؤال, مفعلة .. من السؤال, ومفعلة هذا قد يُراد به مصدر وقد يراد به اسم المكان وقد يراد به اسم الآلة, وهو ما يُبَرهُن عنه .. أو عليه في العلم, إذاً المسائل جمع مسألة من السؤال وهو ما يُبرهَن عليه في العلم, يعني كل كلامٍ يحتاج إلى برهان إلى دليل في العلم فهذه يسمى مسألة, يسمى .. مسألة, ما يُبرهَن أي ما يُدلل عليه في العلم, وذلك إذا احتاج إلى إثبات لأنها تكون من قبيل الدعاوى, حينئذٍ إذا أُدعي بأن حكم الله تعالى كذا نحتاج إلى برهان, إذا قيل الخمر محرمة نحتاج إلى برهان, إذا قيل الوترُ مندوبٌ نحتاج إلى .. إلى برهان, فالوتر مندوب مسألة يبرهن عليها في العلم, فيقال في قوله صلى الله عليه وسلم كذا ووجه الاستدلال كذا, الخمر محرمة, نقول هذه مسألة لأنه يُبرهَن عليها بالعلم فتفتقر إلى دليل, نقول لقوله تعالى كذا ووجه الاستدلال كذا, قال في (المفردات): السؤال استدعاء معرفة أو ما يؤدي إلى المعرفة, إما معرفة أو ما يكون طريقاً إلى المعرفة, واستدعاء مال أو ما يؤدي إلى المال, حينئذٍ عندنا أمران, استدعاء معرفة واستدعاء مالٍ, وهنا لا شك أن المراد به الأول لأنه استدعاء معرفة أو ما يؤدي إلى .. إلى المعرفة, فاستدعاء المعرفة يكون جوابه على اللسان, جوابه .. على اللسان, واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة, فالأصل فيه يكون جواب باللسان ويخلُف اللسان الكتابة والإشارة, لأنها تفيد ما يفيد اللسان, واستدعاء المال جوابه على اليدِ, طلب المال جوابه على اليد .. تُعطيه, واللسان خليفة لها, إما بوعدٍ أو بردٍ, وإذا قيل (أمور الجاهلية) , كما في المقدمة في بعض النسخ, فـ (الأمر) شأن وجمعه أمور, وهو لفظ عام للأقوال والأفعال كلها, إذا قيل (أمور الجاهلية) يعني أقوال وأفعال حصلت ووقعت في .. في الجاهلية, حينئذٍ أمور جمع أمر والمراد به ما يَصدُق على القول والفعل فيدخل فيها أو تحتها كل قول وكل فعل, وعلى ذلك قوله تعالى {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ} وقوله تعالى {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} وكذلك قوله {وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ} , وأما (الجاهلية) فلها معنيان, معنى لغوي وآخر شرعي أو اصطلاحي, وهذا ينبغي العناية به, تحقيق معنى هذا اللفظ مهم جداً, ولو لم تأخذ من شرح هذه الرسالة إلا هذا الاصطلاح أو بيان حقيقته ثم مبنى هذه المسائل وهو مخالفة الكفار لكفاك, وقرأت الكتاب بنفسك, (الجاهلية) في اللغة مصدرٌ صناعي, مصدرٌ .. صناعي, الجاهلية بالياء, يُقال فيه أنه مصدر صناعي, والمصدر الصناعي حقيقته عند الصَرفيين: اسمٌ تلحقه ياء مشددة مكسور ما قبلها وتاء تأنيثٍ مربوطة في آخره. اسمٌ تلحقه ياء مشددة مكسور ما قبلها ـ يعني ياء النسبة ـ وتاء تأنيث مربوطة في آخره, جاهليـ هذه الياء, جاهليّةٌ, حينئذٍ نقول ياء مشددة مكسور ما قبلها وآخره تاء تأنيث مربوطة, هذا هو حقيقة المصدر الصناعي من حيث اللفظ, من حيث الضبط, فائدته: ليصير بعد الزيادة دالاً على معنى لم يكن يدل عليه قبل الزيادة.