بصفات الإنسان, يعني الحيوانية الناطقية وزيادة أوصافٍ يقتضيها المقام, وقد يُصاغ من اسم الفاعل, يعني المصدر الصناعي, كالجاهل, وهو المراد هنا, وهو .. المراد هنا, فالجاهلية حينئذٍ تكون مأخوذةً من الجاهل, والجاهل اسم فاعل الجهل, اسم فاعل .. الجهل, حينئذٍ إذا قيل (جاهلية) , من أي شيء أُخذ؟ نقول من (جاهل) , لفظ (جاهل) , ولا يصح أن تقول من لفظ (جاهلي) بياء النسبة, وهذا لا .. لا يصح, وإنما هو مأخوذٌ من لفظ (الجاهل) بزيادة ياء النسب مضافاً إليها تاء التأنيث, والجاهل اسم فاعل الجهل, كالضارب اسم فاعل الضرب, والقاتل اسم فاعل القتل, وهو في اللغة مصدر جَهِلَ, فلانٌ جهلاً وجهالة, يعني الجهل مصدر, جهلٌ, جاهلاً يجهلُ جهلاً وجهالةً, وفي اللغة عدم العلم, الجهل هو عدم العلم أو قل فقد العلم أو قل انتفاء العلم, انتفاء .. العلم, فقد العلم, عدم العلم, انتفاء العلم.
والجهل جاء في المذهب المحمود ... هو انتفاء العلم بالمقصود
ويُطلق الجهل ويراد به الخفة التي هي خلاف الطمأنينة, ويراد به الطيش, ومنه قول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
يعني لا يسفه أحدٌ علينا فنسفه فوق جهل الجاهلينَ, إذاً يُطلق الجهل في اللغة ويراد به انتفاء العلم, ويُطلق الجهل في اللغة ويراد به الخفة التي خلاف الطمأنينة, ويُطلق الجهل ويراد به الطيش, وفي (المفردات) الجهل على ثلاثة أدْرُب, ثلاثة أنواع:
الأول وهو خلو النفس من العلم, عدم العلم, خلو النفس من العلم, وهذا هو الأصل, الأصل في الإنسان مثلاً جهله .. عدم العلم بالشيء, وهو المسمى في الاصطلاح بالجهل البسيط, الجهل .. البسيط, وهو عدم العلم أو انتفاء العلم أو فقد العلم, وانتفاء العلم أولى.
قال والثاني اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه, اعتقاد الشيء .. بخلاف ما هو عليه, وهو المسمى في الاصطلاح بالجهل المُرَكَّب, أن يعتقد الشيء بخلاف ما هو عليه, حينئذٍ لا يعلم الشيء على حقيقته ثم علمه وأدركه على خلاف وجهه, وهو المسمى في الاصطلاح بالجهل المركب, وهذا هو المشهور عند الأصوليين, أن الجهل نوعان, جهل بسيط وهو عدم الإدراك بالكلية أو عدم العلم أو انتفاء العلم أو فقد العلم, والنوع الثاني جهل مركب وهو اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه, أو إدراك الشيء على خلاف ما هو عليه.