أولاً: التوقيف من حيث إثبات أن هذه أسماء وهي ثابتة في الكتاب والسنة، (الله) و (الرحمن) و (الرحيم) فهي ثلاثة أسماء مجمع عليها، وإنما الخلاف في مدلول (الله) لفظ الجلالة الله هل هو مشتقٌ أم لا؟ وهذا خلاف موجود عند كثير من المتأخرين، ونسبته لسيبويه أنكرها ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)) قال: سيبويه أجل وأعظم من أن يقول بأن لفظ الله ليس مشتقًا. والخلاف أو الذي ينبني على هذا الخلاف، مشتق أو ليس مشتق الأمر لفظي ليس الأمر لفظيًّا، وإنما ينبني عليه هل الله له مدلول وصفة؟ كما نقول الرحمن دل على الرحمة والرحيم دل على الرحمة والعليم دل على صفة العلم والسميع هذا عَلَم اسم دل على صفة السمع، وكذلك البصير دل على صفة البصر، والحي دل على صفة الحياء، الله أنه مدلول أو لا؟ من قال بأنه مشتق لا بد له من صفةٍ قد دل عليها وهي الإلوهية، ومن قال بأنه جامد قال: لا الله مثل لفظ زيد، زيد لا يدل على شيء، والله إذا كان جامدًا حينئذٍ يكون من حيث المعنى لا دلالة له. وهذا قول باطل، والصحيح أنه دالٌ على معنى {وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ} [الأنعام: 3] {وَهُوَ اللهُ} {وَهُوَ} هذا مبتدأ، {اللهُ} هذا خبر، {فِي السَّمَاوَاتِ} أين متعلق الجار والمجرور؟ {اللهُ} وبإجماع النحاة لا يتعلق الجار والمجرور إلا بفعلٍ أو ما فيه رائحة فعل، والثاني هو الوصف الذي فيه رائحة الفعل هو الوصف، حينئذٍ نقول: (الله) هذا دالٌ على معنًى وهو الإلوهية، كما أن لفظ العليم دالٌ على معنى وهو صفة العلم، إذًا (الله) نقول: هذا علمٌ لله عز وجل وهو مشتقٌ وأصله الإله فِعَال بمعنى مفعول، وله بسطٌ في غير هذا الموضع، و (الرحمن الرحيم) كذلك اسمان علمان دالان على الرحمة على وجه المبالغة، و (الرحمن) أشد مبالغةً من (الرحيم)، إذًا هذه ثلاثة أسماء دلت على صفاتٍ، وهذه الصفات ثابتة لله عز وجل كما أنها تدل على ذات إذ لا صفة إلا لموصوفٍ والموصوف لا يكون إلا ذاتًا، ... (الحمد لله المحمود بكل لسان)، يعني: بعدما بدأ بـ أو أثنى على الله تعالى بالبسملة وهي فيها ثناء، ولذلك يكتفي بعض أهل العلم بالبسملة دون ذكر الحمدلة، كما صنع البخاري في صحيحه اكتفى بالبسملة، وكما صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في النسخ المشهورة: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التوحيد، حينئذٍ أقام هذه البسملة مقام الخطبة والحاجة، وهنا ذكر بعد البسملة الحمدلة، فهو ثناءٌ بعد ثناء، والابتداء بالبسملة ابتداءٌ حقيقي، والابتداء بالحمدلة ابتداءٌ نسبي، قال رحمه الله: (الحمد لله المحمود بكل لسان).