نام کتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 16
يعني حَمِدَ المصنف رحمه الله تعالى ربه جل وعلا بالصيغتين بالجملة الاسمية والجملة الفعلية، لماذا؟ وما السبب وما الداعي وثَمَّ داعٍ وهو بيانِيّ؟ أن الحمد بالجملة الاسمية يدل على الثبوت والاستمرار، الحمد لله هذا الحمد ثابت ومستمر ومستقر الذي دل على ذلك هو المبتدأ والخبر الجملة الاسمية، وأما (أَحمَدُهُ) يعني أنشأ الحمد الآن وهذا يدل على أن الشيء وقع وحصل بعد أن لم يكن، فليس فيه معنى الاستمرار. إذًا الجملة الفعلية إنشائية. إنشائية بمعنى أنها تدل على أن الشيء حصل وكان ووُجِدَ بعد أن لم يكن، وأما الجملة الاسمية فتدل على الاستمرار سابقًا ولاحقًا، حينئذٍ الحمد بالصيغة الاسمية أولى وأبلغ من الفعلية، ولذلك جاء في خطبة الحاجة «إن الحمد لله نحمده». جمع بينهما لما ذكره المصنف رحمه الله تعالى (أَحمَدُهُ) أي أُنْشِئ له حمدًا آخر متجددًا على توالي نعمه وتواتر فضله، وعرفنا معنى الحمد فيما سبق فيقال هنا ما قيل هناك، (سُبحانَهُ) الضمير يعود إلى الله عز وجل، وسبحان بالنصب ملازم للنصب لا يجوز أن يقال سبحانُ ولا سُبحانِ بالكسر لأنه مفعول مطلق وهو مصدر كالغفران، وعامله محذوف وجوبًا دائمًا، يعني لازمًا الحذف، فالتقدير أسبح سبحان، إذًا سبحان هذا مثل {مَعَاذَ اللهِ} [يوسف: 23] ملازم للنصب ليس عندنا معاذُ اللهِ بالرفع وإنما دائمًا يقال معاذَ سبحانَ.
نام کتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 16