responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 17
إذًا العامل فيه محذوف وهو واجب الحذف ولا يجوز ذكره البتة، و (سُبحانَهُ) هذا مصدر ويعرب على أنه مفعولٌ مطلق أي: تنزيهًا له عن ما لا يليق، سبحان أي أنزه الله تعالى عن ما لا يليق بنعوت جلاله وصفات كماله، فالتسبيح تنزيهٌ لله جل في علاه وهو عام يكون بالقول وبالفعل والنية، كما أن الحمد فعلٌ يكون بالقلب ويكون باللسان وبالفعل كذلك تنزيه الله عز وجل كذلك، وجمع بين الحمد والتسبيح (أَحمَدُهُ سُبحانَهُ) لأن الحمد هو الثناء للصفات - وهذه فائدة نفيسة - لأن الحمد الثناء للصفات فهي أمورٌ وجودية، والتنزيه عن ما لا يليق عن أمورٍ عدمية، فجمع بين أمرين ما يُثْبَتُ لله تعالى وهو وجودٌ، وما ينفى عنه جل وعلا وهو عدمٌ، (وَأَشكُرُهْ) يعني أشكره على ماذا؟ حذف المتعلق ليدل على العموم، وأشكره على ما أنعم وألهم امتثالاً لقوله عز وجل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي} [البقرة: 152] هذا أمرٌ على الشكر {وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} اختلف العلماء جمع هنا بين الحمد والشكر، جمع بين الأمرين، اختلف العلماء بين الحمد والشكر، يعني: ما المراد بالحمد وما المراد بالشكر، وهما لفظيان شرعيان وكلٌ منهما واجبٌ في الجملة، حينئذٍ يتعين على المسلم أن يعرف الفرق ليحمد الله تعالى في مواضع الحمد، ويشكر الله تعالى في مواضع الشكر، ولا يلتبس عليه الأمر هذا بذاك، هل هما مترادفان؟ هل الشكر والحمد مترادفان أو لا؟ فذهب إلى ترابط اللفظين ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى صاحب ((التفسير)) وجعفر الصادق وغيرهما، وهو قولٌ مرجوح يعني الترادف بين الحمد والشكر، مذهب مرجوح، وذهب جماعةً من المتأخرين إلى التفرقة بينهما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلامًا جميلاً في التفريق بين النوعين نسوقه بتمامه. قال رحمه الله تعالى: (الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه - على ما ذكره سابقًا في حد الحمد - سواءٌ كان الإحسان إلى الحامد أو لم يكن) يعني يحمد الله تعالى مطلقًا سواءٌ كان في مقابلة إحسانٍ عليّ أو على غيري أو لم يكن ثَمَّ إحسان، والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر. إذًا الشكر لا يكون إلا في مقابلة الإحسان فهو أخص يعني من جهة السبب أخص من الحمد، سبب الحمد قلنا الصفات الذاتية والمتعدِّية، الإحسان وغيره، وأما السبب الشكري فهو الإحسان والإنعام فحسب، حينئذٍ صار من جهة السببية أخص من الحمد. قال رحمه الله تعالى: والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر. فمن هذا الوجه من هذه الحيثية في السببية، الحمد أعمّ من الشكر، واضح هذا؟ الحمد سببه يعني الداعي لإنشاء الحمد الصفات الذاتية والإنعام والإحسان، فالسبب عام، وأما الشكر فالسبب فيه خاصٌ، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر لأنه يكون على المحاسن والإحسان فإن الله تعالى يحمد على ما له من الأسماء الحسنى والمثل الأعلى وما خلقه في الآخرة والأولى، ولهذا قال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ} [الإسراء: 111].

نام کتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست