نام کتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 18
وهذه الآية تُبطل التعريف السابق: فعلٌ ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا. هنا الآية تدل على ماذا؟ {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً} يحمد الله عز وجل على تنزيهه عن الولد. وقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1]. وقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ} [سبأ: 1]. وقال تعالى: {الحمد الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1]. وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام فهو أخص من الحمد من هذا الوجه. إذًا من جهة السببية الحمد أعم من الشكر، والشكر أخص من الحمد، لكنه من جهةٍ أخرى من جهة الآلة يعني: بماذا يكون الحمد؟ بماذا يكون الشكر؟ لكنه يكون بالقلب واليد واللسان كما قيل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجب
هذا في ماذا؟ في الشكر، يكون بالاعتقاد، ويكون باللسان، ويكون بالأعمال والجوارح. قال: والحمد يكون بالقلب واللسان فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه والحمد أعم من جهة أسبابه. إذًا من حيث الأنواع والآلة الحمد أخص، والشكر أعم. ومن جهة السبب الحمد أعم والشكر أخص. وفي الحديث «الحمد لله رأس الشكر» بعضهم يضعف هذا النص. فمن لم يحمد الله لم يشكره، الكلام لشيخ الإسلام. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها». والله أعلم انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
قال رحمه الله تعالى: (وَمِن مَسَاوِي عَمَلِي أَستَغفِرُهْ). (وَمِن مَسَاوِي) قال ناظم في شرحه: جمع مساءةٍ. قال في ((القاموس)) سَاءِهُ سَوْءً وسَوَاء وسَوَاءَةً وسَوَايَةً وسَوَائِيَةً ومَسَاءَةً. مساءةً كما قال الشارح، ومسائيةً جمعٌ مقلوبًا وأصله مساوِءة فعل به ما يُكره فاسْتَاء وهو السُّوء. إذًا: مساءةً المراد به السوء، ولكن السوء بالضم هو الاسم منه. وفي ((المعجم الوجيز)) المساءة نقيض المسرة والمساوي المعايب والنقائص ولا تهمز، لا تهمز يعني: لو قال مساوئ بالهمز وإنما مساوي بدون همزٍ.
وقال المصنف: إنها جمع مساءةٍ وينظر في صحة الجمع الذي ذكره رحمه الله تعالى. ومراد الناظم معلوم واضح بَيِّن المساوي جمع سيئةٍ وهي الفعلة القبيحة وهي ضد الحسنة، والسوء كل ما يغم الإنسان من الأمور الدنياوية والأخروية.
نام کتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 18