responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 25
لماذا؟ قد عنون لذلك ابن القيم في المدارج وغيره، أن أعمال القلوب كلها متلازمة، وجود أحدهما على وجه الكمال، يقضي على ضده ونقيضه على وجه الكمال، فإذا وجد الإخلاص بتمامه، حينئذ يُنتفى الشرك بتمامه، وإذا نزل الإخلاص درجةً، وجد اصله ولم يوجد على وجه الكمال، حينئذ الفراغ الذي يكون بين النصف مثلاً إلى كماله، لابد وأن يوجد ماذا؟ نقيضه، لا يمكن أن يقال بأن القلب لم يتعلق بالله كليًا، وإنما وقع فيه نقصٌ وخلل، وقد يكون مسلمًا ثم هذا الذي وقع فيه النقص، لا يمكن أن يكون هكذا يترك، لا يتعلق بشيء. لا، لابد وأنه يتعلق بغير الله تعالى، فلو قيل التعلق بالنسب المئوية، مئة في المئة، نقول هذا قلب مجردٌ عن الهوى والشهوات، لو وُجد تسع وتسعين في المئة قلب معلق بالله، الواحد في المئة هذا هل يمكن أن يكون غيرمعلق بالله؟ ابن القيم يقول: لا، ضرورةً أنه قد يتعلق بغير الله، لماذا؟ لأن هذه الأعمال متلازمة، وجود أحدهما على وجه الكمال ينفي النقيض على وجه الكمال، ووجوده على وجه النقص، يستلزم وجود النقيض لا على وجه الكمال بل على وجه النقص، فالنقص بالنقص، والكمال بالكمال، والخلل بالخلل، لذلك ابن تيمية هنا قعَّد هذه القاعدة، قاعدة مفيدة، الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفضل، فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ابن تيمية عبر بالشارع هنا، ومفسدة عدم الطاعة أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية، هذا العنوان الثاني [وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ] فلا يأس ولا قنوط ولا تسخط [وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ] أذنب، وإذا أذنب، إذن لابد من الذنب، الذنب طبيعة بشرية في الناس، لابد من وقوع الإنسان في ماذا؟ في الذنب، شاء أم أبى، لابد أنه يذنب، ولكن ماذا يُقابل هذا الوقوع في الذنب؟ هما طرفان، هما متقابلان، إما أنه يتمادى في الذنب وإما انه يتوب ن ويؤوب، ويرجع إلى الله تعالى، حينئذ نقول: هذا طريق الأشقياء ويوصل على النهاية التي هي مآل الأشقياء، وإذا استغفر وأناب حينئذ أتى بما أمر به، استغفر، وإذا أذنب الذنب وهو الإثم، كذا قال في القاموس، ويجمع على ذنوبٍ، وجكع الجمع على ذنوبان، وقد أذنب أي وقع في الإثم، استغفر، يعني استغفر الله، حذف المفعول به للعلم به؛ لإنه لا تطلب المغفرة إلاّ من الله تعالى، إذ هي عبادة، والعبادة متحققةٌ في طلبها من الرب جلّ وعلا، واستغفر الله من ذنبه واستغفره إياه، طلب منه غَفْرَهُ، فالسين حينئذ تكون للطلب، والمشهور عند الصرفيين، الألف والسين والتاء للطلب والصواب أن السين هي التي تكون للطلب ن وبينّاه فيما سبق، إذن طلب المغفرة أستغفر الله، يعني أطلب مغفرة الله تعالى، يقال غفره يغفره ستره، فالمغفرة بمعنى الستر، وغفر الله ذنبه غفرًا، وغِفرةً، ومغفرةً، وغفورًا، وغفرانًا، غطّى عليه وعفى عنه، والذنب من طبيعة ابن آدم، قال - صلى الله عليه وسلم -:: " لولا أنكم تذنبون ثم تستغفرون ... إلخ " الحديث.

نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست