responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 24
إذن الموقف الآخر من النظر إلى حقيقة هذا الابتلاء وأنه سُنة الله في خلقه، فحبس نفسه عن الجزع والهلع والتسخط وعلم أن الأيام دول. كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} فثبتوا على دينهم وصبروا على ما يعتريهم من مكاره، ولابد من الصراع مع الباطل، ولابد من المواجهة بين الحق والباطل. والصبر قال الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ: الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعًا، يعني جاء ذكره للدلالة على أنه عبادة عظيمة، وأنه نصف الإيمان كما جاء في الحديث، في نحو تسعين موضعٍا. كثير، وهو واجب بإجماع الأمة، وهو نصف الإيمان، الصبر ليس كله واجب، وإنما الصبر على الطاعات الواجبة، والصبر عن المحرمات هذا واجب. وما زاد على ذلك فهو مستحب، فالصبر من حيث الحكم الشرعي نوعان: صبرٌ واجب، وهذا يكون على فعل الواجبات، وترك المحرمات. وصبرٌ مستحب وهو ما زاد على ذلك، كالصبر على فعل المندوبات، وترك المكروهات. وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الصبر خيرٌ كله فقال: " ما أعطى أحدٌ عطاءً خيرًا له وأوسع من الصبر " فهو عطاء، فهو نعمة، وفي الحديث الصحيح: " عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلاّ للمؤمن، إن أصابته سراء شكر أعطي سراء شكر ـ فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له "، والصبر في اللغة: الحبس والكف، ومنه قُتل فلانٌ صبرًا، إذا أُمسك وحبس، فالصبر: حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش، إذن محالُّه ماذا؟ التسخط قد يكون بالقلب، وقد يكون باللسان، وقد يكون بالجوارح والأركان، فحبس هذه المحالُّ الثلاث عن التسخط والجزع، نقول هذا قد اشتمل على الصبر، فإم اختل منه شيء حينئذ لا يكون من الصابرين. لماذا؟ لانتفاء قاعدة من قواعد الصبر، وهو ثلاثة أنواع: صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ على معصية الله، وصبرق على امتحان الله ـ يعني على قدره ونحو ذلك ـ، ونقل ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ عبارة جميلة في المدارج عن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قال: الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفصل، لماذا؟ علل ذلك بقوله: فإن مصلحة فعل الطاعة، أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، وهذا خلاف طويل بين الفقهاء وغيرهم، أيهما أفضل؟ فعل المأمور أم اجتناب المحظور، أيهما أولى؟ لاشك أن فعل المأمور هو أولى، لأن أعظم المأمورات هو، وأعظم ما أمر الله به ما هو؟ التوحيد. فحينئذ لا يمكن أن يقابل بلمنهي، لأنه لو ترك التوحيد، لا يمكن أنه يجتنب الشرك، يمكن أولا؟ في العقل قد يتصور هذا، أنه لا يوحد الله ثم لا يشرك بالله، نقول لا هما نقيضان، إذا وُجد أحدهما على أكمل وجه انتفى الآخر، وإذا انتفى التوحيد وُجد الشرك، لابد من هذا.

نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست