responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 23
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: فلله سبحانه من الحِكَم في ابتلاء أنبياءه ورسله وعباده المؤمنين ما تتقاصر عقول العالمين عن معرفته. وهل وصل من وصل إلى المقامات المحمودة والنهايات الفاضلة إلاّ على جسر من المحنة والابتلاء، وهذه سنة الله في خلقه كل من أراد أن يدعو إلى الإسلام الصحيح وعلى منهج السلف لابد وأن يأتيه البلاء، العلم بالله ثم العمل به ثم الدعوة إليه ثم الصبر على الأذى فيه {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} فإذا حصل التواصي خالف الأهواء وخالف أرباب البدع وانتصروا لبدعتهم فحينئذ لابد من الأذية والابتلاء {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ولذلك سبق معنا أن هذه الآية بينت المنهج العام للمسلم، كل مسلم لابد له أن يحفظ هذه السورة ويفهم معناها لأنها رسمت منهجًا عامًا يبين للمسلم كيف يكون حاله مع نفسه ومع غيره، تعلم ثم وجب عليه أن يعمل ثم وجب عليه ان يعلم غيره ثم لابد من الأذية، فهي لازمة وهذا دليل واضح بين، وهذا الابتلاء يقف منه الخلق أحد موقفين إما الجزع والقنوط واليأس وعدم الثبات على الدين والاستسلام المطلق لعوارض الدنيا وهذا ما يُسمى الآن بضغط الواقع، ضغوط الواقع. فصارت تؤثر حتى على الأصول وما يُسمى بالثوابت. وأنتم فكروا فيها!
فهذا شأن ما قال الله تعالى فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} يعني على طرفٍ وجانب من الدين، يعني في ظاهره مستقيم يعبد الله. على حرف يعني على جانب وطرف في الدين لم يتعمق فيه ولم يمتلئ قلبه بمعاني الإسلام والدين الإيمان {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} خير ظاهر باطن دولي خاص عام .... إلخ {اطْمَأَنَّ بِهِ} واستكن قال: هذا نصر الله {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} إذن هذا الموقف الأول الجزع وعدم الصبر. متى؟ إذا ابتلي، ولذلك إذا وقع البلاء حتى على عموم المسلمين من العداوة الخارجية ونحوهم لا يرجع ذلك إلى أن نرجع في ديننا ونبحث عن الأمور التي لو أسقطناها يمكن الجمع والتآلف ونحو ذلك. نقول: هذا من الباطل بل من أبطل الباطل، وهذا من علامة الجزع وعدم الصبر، وإلاّ المسلم الحق إذا وقع في البلاء ولو تواطأ عليه الأعداء لا يمكن أن يرجع إلى الأصول ليصححها ويقربها مع أهل البدع والضلال ونحو ذلك فإذا رجع إلى الأصول ليقومها ويحسنها من أجل التآلف والتعايش ونحو ذلك نقول: هذا من علامة الجزع وعدم الصبر وعدم معرفة حقيقة ابتلاء الله تعالى لأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين، وأما الموقف الآخر فهو النظر لحقيقة هذا الابتلاء وأنه سُنة الله في خلقه، فحبس نفسه عن الجزع والهلع والتسخط وعلم أن الأيام دول.
تم تفريغ الدرس الأول من الشريط رقم واحد ويليه تتمة الدرس الأول شريط رقم اثنين 24/ 11/1429هـ

تتمة الدرس الأول
بسم الله الرحمن الرحيم

نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست