responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 22
لِيَبْلُوَكُمْ: يعني ليختبركم. أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً فالحياة المعبر بها الموت هو الذي خلق الموت والحياة. الموت يعني ما بعد الحياة، والحياة التي هي الدنيا ما السبب. ما الحكمة؟ ليبلوكم أيكم أحسن عملا، ولم يقل أكثر عملا. ليست العبرة بالكثرة وإنما العبرة بماذا؟ بحسن العمل. باشتماله على الإخلاص والمتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فليس المقصود أن يتكثر الطالب من العلم. لا، ماذا تعلم، وماذا عمل بعلمه. فالكثرة في مثل هذه مذمومة. الكثرة في مثل هذه الأمور نقول مذمومة لماذا؟ لأنه إذا لم ينتفع بها. حينئذ صارت وبالاً عليه فإذا قل علمه، ولذلك قد تجد بعض أهل العلم أو الدعاة قليل العلم لكن لموافقته للسُنة ولعمله بعلمه كثير البركة في الدعوة إلى الله عز وجل ولذلك سبق بالدعوة.
[وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا] مباركًا في ماذا؟ هذا فيه وجه عموم آخر رابع مبارك في ماذا؟ في وقتك في علمك في مالك في أولادك في زوجتك كل هؤلاء محل لإيقاع البركة وهو الخير الكثير حينئذ قد يكون العلم قليلاً لكن بركته كثيرة. لماذا؟ لعمله بعلمه فبارك الله له فيه فالحياة دار ابتلاءٍ في المصائب والمكاره قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فما رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط " وأعظم الناس بلاءً الأنبياء إذا كانوا كذلك حينئذ لم يكن الابتلاء نعمة من الله تعالى لأنه إذا كان نقمة فهو عقوبة. أليس كذلك؟ لو نقمة فهو عقوبة. فإذا كان أعظم الناس ابتلاءً هم الأنبياء والرسل يمتنع أن يكون عقوبة. واضح هذا؟ يمتنع أن يكون عقوبة ثم الأمثل فالأمثل العلماء والصالحون والصديقون ونحوهم وهذا في ظاهره أنه بلاء في ظاهره أنه بلاء وإلاّ في الحقيقة أنه نعمة يشكر الله عليها لمن شهد بقلبه حقيقة الابتلاء. يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: في بيان حكمة الابتلاء في مفتاح دار السعادة يقول: وصورته صورة ابتلاء وامتحان وباطنه فيه الرحمة والنعمة والمنة). في الظاهر أنه عذاب، أنه شقاء؛ لكنه في الباطن هو رحمة ونعمة ومنة. فكم لله من نعمة جسمية أو منة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان لأنه إذا ابتلى ماذا يحصل له؟ هل يزداد قربًا وعبادة لله خضوعًا وسؤالاً ودعاءً ورجاءً ورحمة طلبًا للرحمة أم يقل عنده؟ نقول لا. يزداد فكلما وقع به البلاء وحصل له ابتلاء ازداد سؤالاً لله جل وعلا في رفع هذا البلاء، ولذلك إذا ابتلي الناس لا يرجعون إلى البشر، وإنما يكون مرجعهم إلى الله جل في علاه.

نام کتاب : شرح القواعد الأربع نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست