responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن نویسنده : عبد الهادي بن حسن وهبي    جلد : 1  صفحه : 212
والعجبُ أنَّ مِنْ هؤلاءِ مَنْ يصرِّحُ بأنَّ عقلَهُ إذا عارضَهُ الحديثُ - لا سيَّما في أخبارِ الصِّفاتِ - حملَ الحديثَ على عقلهِ وصرَّحَ بتقديمهِ على الحديثِ، وجعلَ عقلهُ ميزانًا للحديثِ. فليتَ شعري هلْ عقلهُ هذا كان مصرَّحًا بتقديمهِ في الشَّريعةِ المحمَّديةِ، فيكونُ من السبيلِ المأمورِ باتباعهِ، أمْ هوَ عقلٌ مبتدعٌ جاهلٌ ضالٌ حائرٌ خارجٌ عَنِ السَّبيلِ؟! [1].
و «إنَّ عقلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أكملُ عقولِ أهلِ الأرضِ على الإطلاقِ، فلوْ وزنَ عقلهُ بعقولهم، لرجحَ بها كلِّها، وقدْ أخبر - سبحانهُ - أنَّهُ قبلَ الوحيِ لمْ يكنْ يدري الإيمانَ، كمَا لمْ يكنْ يدري الكتابَ. فقالَ تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]. فإذا كانَ أعقلُ خلقِ اللهِ على الإطلاقِ إنَّما حصلَ لهُ الهدى بالوحيِ، كمَا قالَ تعالى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي} [سبأ: 50]. فكيفَ يحصلُ لسفهاءِ العقولِ وأخفاءِ الأحلامِ وفراشِ الألبابِ، الاهتداءُ إلى حقائقِ الإيمانِ بمجرَّدِ عقولهم دونَ نصوصِ الأنبياءِ: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا *} [مريم: 89، 90]» [2].
ثمَّ نقولُ للجميعِ: بعقلِ مَنْ منكم يوزنُ كلامُ الله ورسولهِ؟! وأيُّ عقولكم تُجعلُ معيارًا لهُ؟! فما وافقهُ قُبِلَ وأُقِرَّ عَلَى ظاهرهِ وما خالفَه رُدَّ أو أوِّلَ أو فُوِّض [3].

[1] مجموع الفتاوى (4/ 57 - 58).
[2] الصواعق (ص734 - 735).
[3] الصواعق (ص783).
نام کتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن نویسنده : عبد الهادي بن حسن وهبي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست