responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن نویسنده : عبد الهادي بن حسن وهبي    جلد : 1  صفحه : 214
وفي ختام الردِّ على الشُّبهةِ المذكورةِ نقولُ للمشتغلينَ بعلمِ الكلامِ «إذا علمَ الإنسانُ بالعقلِ أنَّ هذا رسولُ الله وعلمَ أنَّهُ أخبرَ بشيءٍ، ووجدَ في عقلهِ ما ينافي خبرهُ، كان الواجبُ عليه أنْ يسلِّم لما أخبر بهِ الصَّادقُ الذي هو أعلمُ منهُ، وينقادُ لهُ ويتَّهمُ عقلَهُ، ويعلَمُ أنَّ عقلَهُ بالنِّسبةِ إليهِ أقلُّ منْ عقلِ أجهلِ الخلقِ بالنسبةِ إليهِ هوَ، وأنَّ التَّفاوتَ الذي بينهما في العلمِ والمعرفةِ بالله تعالى وأسمائهِ وصفاتهِ وأفعالهِ ودينهِ أعظمُ بكثيرٍ كثيرٍ مِنَ التفاوتِ الذي بينَ منْ لا خبرةَ لهُ بصناعةِ الطبِّ، ومنْ هو أعلمُ أهلِ زمانهِ بها. فيالله العجبُ إذا كان عقلهُ يوجبُ عليهِ أنْ ينقادَ لطبيبٍ يهوديٍّ فيما يخبرُ بهِ منْ قوى الأدويةِ والأغذيةِ والأشربةِ والأضمدةِ والمسهِّلاتِ وصفاتهَا وكميَّاتها ودرجاتها، مَعَ ما عليهِ في ذلكَ من الكَلَفَة والألمِ ومقاساةِ المكروهاتِ، لظنِّه أنَّ هذا أعلمُ بهذا الشَّأنِ منهُ، وأنَّهُ إذا صدَّقهُ كانَ في تصديقهِ حصولُ الشِّفاءِ والعافيةِ، مَعَ علمهِ بأنَّه يخطىءُ كثيرًا، وأنَّ كثيرًا مِنَ النَّاسِ لا يشفى بما يصفهُ الطبيبُ، بلْ يكونُ استعمالهُ لما يصفهُ سببًا منْ أسبابِ هلاكهِ، وأنَّ أسبابَ الموتِ أغلاطُ الأطباءِ، فكمْ لهمْ منْ قتيلٍ أسكنوهُ المقابرَ بغلطهم وخطئهم؟ وإنْ كان خطأُ الطبيبِ إصابةَ المقاديرِ، وكيفَ لا يسلكُ هذا المسلكَ مَعَ الرسل «صلواتُ الله وسلامهُ عليهم» وهمُ الصَّادقونَ المصْدقون؟ ولا يجوزُ أن يكونَ خبرهم على خلافِ ما أخبروا بهِ والذين عارضوا أقوالهم بعقولهم عندهم مِنَ الجهلِ والضَّلالِ المركَّبِ والبسيطِ ما لا يحصيهِ إلَّا منْ هوَ بكلِّ شيءٍ محيط [1].

[1] الصواعق (ص822 - 823).
نام کتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن نویسنده : عبد الهادي بن حسن وهبي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست