responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن نویسنده : عبد الهادي بن حسن وهبي    جلد : 1  صفحه : 356
20 - متَى جُنِّبَ المؤمنُ طريقَ التَّحريفِ والتَّعطيلِ، وطريقَ التمثيلِ: سلكَ سواءَ السبيلِ، فإنَّهُ قدْ عُلِمَ بالكتابِ والسنَّةِ والإجماعِ: ما يعلمُ بالعقلِ أيضًا أنَّ الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لا في ذاتهِ، ولا في صفاتهِ ولا في أفعالهِ، فلا يجوزُ أنْ يوصفَ بشيءٍ من خصائصِ المخلوقينَ، لأنَّهُ متَّصفٌ بغايةِ الكمالِ مُنزَّهٌ عَنْ جميعِ النَّقائصِ، فإنَّهُ سبحانهُ غَنِيٌّ عنْ ما سواهُ، وكلُّ ما سواهُ مفتقرٌ إليهِ، ومنْ زعمَ أنَّ القرآنَ دلَّ على ذلكَ فقدْ كذبَ على القرآنِ، ليسَ في كلامِ الله سبحانهُ مَا يوجبُ وصفهُ بذلكَ، بلْ قدْ يؤتى الإنسانُ مِنْ سوءِ فهمهِ، فيفهمُ منْ كلامِ اللهِ ورسولهِ معاني يجبُ تنزيهُ اللهِ سبحانهُ عنها، ولكن حالُ المبطلِ مَعَ كلامِ اللهِ ورسولهِ كمَا قيلَ:
وكمْ عائبٍ قولًا صحيحًا ... وآفتُهُ من الفَهْمِ السَّقِيمِ (1)
21 - الربُّ منزَّهٌ عَنِ الحاجةِ إلى ما سواهُ بكلِّ وجهٍ. ومنْ ظنَّ أنَّهُ محتاجٌ إلى العرشِ، أو حملةِ العرشِ، فهوَ جاهلٌ ضالٌّ. بلْ هوَ الغنيُّ بنفسهِ، وكلُّ ما سواهُ فقيرٌ إليهِ منْ كلِّ وجهٍ. وهوَ الصَّمدُ الغنيُّ عنْ كلِّ شيءٍ، وكلُّ ما سواهُ يصمدُ إليهِ محتاجًا إليه: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ *} [الرحمن: 29] [2].

(1) مجموع الفتاوى (6/ 399 - 400).
[2] مجموع الفتاوى (16/ 428).
نام کتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن نویسنده : عبد الهادي بن حسن وهبي    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست