نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 44
وقال صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً أو متعلماً [1].
فالمؤمن يعلم يقيناً أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وأنه سينسى كل شقاء بغمسة واحدة في جنة الرحمن جلّ وعلا، ولذلك فهو لا يتعلق قلبه بأي شيء من حطام الدنيا، بل يمسى ويصيح وهو مشغول بالعمل لهذا الدين، ولا يرى أمام عينيه إلا الجنة والنار فهو يعلم يقيناً أنه لا راحة إلا في جنة العزيز الغفار [2].
8ـ الإكثار من ذكر الموت: ذكر الموت ينغص اللذات، ويحقّر الشهوات ويجعل الآخرة نصب العين، ومشاهدة المحتضرين والنظر إلى سكراتهم ونزعاتهم ومعالجتهم في طلوع الروح وشدة كربهم أعظم عبرة، وتغسيل الموتى يرق به القلب وتذرف العينان، ورؤية القبور وسكونها تعجل بالتوبة فتكون سبباً لحسن الخاتمة [3].
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن القبر أوّل منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه [4]. [1] رحلة إلى الدار الآخرة صـ52، صحيح الجامع رقم 3414. [2] رحلة إلى الدار الآخرة صـ52. [3] سكب العبرات (1/ 64). [4] سنن الترمذي، ك الزهد رقم 2308.
نام کتاب : الإيمان باليوم الآخر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 44