نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 225
س ـ السنة النبوية: فعلى مستوى السنة الفعلية ثبت أنه صلى الله عليه وسلم ظاهر في الحرب بين درعين، ولبس على رأسه المغفر، وأقعد الرماة في الشعب، وخندق حول المدينة، وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة، وهاجر هو وتعاطى أسباب الأكل والشرب وأدّخر لأهله قوتهم، ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك، ومع كل ذلك لا يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مال إلى شيء من الاسباب غفلة مقدار طرفة عين [1].
والمثال النبوي الفعلي لهذا التوازن ـ على وجه التفصيل حادث الهجرة الذي أصُطحب فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد استوفيا هما الاثنان في هذه الهجرة الاسباب المتاحة جميعها، لم يغفلا واحداً منها [2].
إن من تأمل حادثة الهجرة، ورأى دقة التخطيط فيها، ودقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها، ومن مقدّماتها إلى ما جرى بعدها، يدرك أن التخطيط المسدّد بالوحي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قائماً، وأن التخطيط جزء من السنة النبوية، وهو جزء من التكليف الإلهي في كل ما طولب به المسلم، وأن الذي يميلون إلى العفوية، بحجة أن التخطيط وإحكام الأمور ليسا من السنة، أمثال هؤلاء مخطئون، ويجنون على أنفسهم، وعلى المسلمين [3].
فعندما حان وقت الهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم، شرع النبي صلى الله عليه وسلم في التنفيذ، نلاحظ الآتي:
ــ وجود التنظيم الدقيق للهجرة حتى نجحت، برغم ما كان يكتنفها من صعاب، وعقبات، وذلك أن كل أمر من أمور الهجرة كان مدروساً دراسة وافية، فمثلاً:
ـ جاء صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر، في وقت شدة الحرّ ـ الوقت الذي لا يخرج فيه أحد ـ بل من عادته لم يكن يأتي له في ذلك الوقت، لماذا؟ حتى لا يراه أحد. [1] فتح الباري لابن حجر (10/ 212). [2] السنن الإلهية د. مجدي عاشور صـ 217. [3] الأساس في السنة، سعيد حوي (1/ 357).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 225