نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32
سادساً: في عهد الخلفاء الراشدين:
كان أمر العقائد في عهد الخلفاء الراشدين ـ رضوان الله عليهم ـ على ما كان عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلامة العقيدة، والتسليم لله ورسوله في كل أمر وعدم الجدال والخوض فيما خاض فيه من بعدهم، وبالنسبة لعقيدة القضاء والقدر، كان موقف الصحابة والتابعين التسليم والإيمان به على الوجه الحق، كما بينه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يبدر منهم شيء إلا كما بدر من بعضهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وسرعان ما يزول الالتباس بالإيمان القوي بعد البيان والإيضاح [1]، ومن أقوال الصحابة في القضاء والقدر:
1 ـ قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه: ادخلوا الجنة بسلام وقال لمن في يده الأخرى: ادخلوا النار ولا أبالي فذهبت إلى يوم القيامة [2].
2 ـ خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة إلى الشام ومعه جمهور المهاجرين والأنصار حتى قدم دمشق فوقع بالشام طاعون فخاف عمر أن يقدم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشار الصحابة في ذلك ممن معه من المهاجرين والأنصار ومن كان بالشام فقيهاً، فاختلفوا عليه حتى جاء عبد الرحمن بن عوف فروى له عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا سمعتم بأرض قوم فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً. فحمد الله عمر ثم انصرف فخطبهم على باب الجابية [3]، ليقص عليهم ويعرفهم سبب انصرافهم فقال في خطبته كما انزل الله في كتابه وأمر رسوله استفتاح الخطيب بها: من يضلل الله فلا هادي له ومن يهدي فلا مضل له، فقال جاثليق [4] النصارى: إن الله لا يضل أحداً مرتين أو ثلاثاً فأنكر الصحابة ذلك عليه مرتين:
فقال عمر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول؟ [1] شرح أصول واعتقاد أهل السنة للالكائي (4/ 734). [2] القضاء والقدر للمحمود صـ154. [3] الجابية قرية من أعمال دمشق. [4] جاثليق: لعلها رتبة دينية عند النصارى.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32