نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 139
- حديث أبي مسعود البدري - رضي الله عنه -، لما ضرب غلامه؛ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اعلم أبا مسعود! أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام) [1].
قال الخطابي - رحمه الله -: "ووصف الله نفسه بأنه قادر على كلِّ شيء أراده، لا يعترضه عجز ولا فتور، وقد يكون القادر بمعنى المقدِّر للشيء، يقال: قدَّرت الشيءَ وقدَرْتُه؛ بمعنى واحد، كقوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)} المرسلات: 23، أي نعم المقدرون ([2]) " [3].
"والقدرة: عبارة عن المعنى الذي به يوجَد الشيء متقدراً بتقدير الإرادة والعلم، واقعاً على وفقهما. والقادر هو الذي إن شاءَ فعل، وإن شاء لم يفعل، وليس من شرطه أن يشاء لا مَحالة، فإن الله تعالى قادرٌ على إقامَة القيامة الآن، لأنه لو شاءَ أقامها، فإن كان لا يُقيمها؛ لأنه لم يَشَاها ولا يشاؤها لما جرى في سابِق علمه من تقدير أجلها ووقتها، فلذلك لا يقدح في القدرة. والقادِرُ المُطلق هو الذي يخترع كلَّ مَوْجُود اختراعاً يتفردُ به، ويستغني فيه عن معاونة غيره، وهو الله تعالى.
وأما العبد فله قُدْرَةٌ على الجملة ولكنها ناقِصة إذ لا يتناوَلُ إلا بعضَ الممكِنات، ولا يصلح للاختراع، بَلِ الله تعالى هو المخترع لمقدوراتِ العبد بواسطة قدرته مهْما هَيَّأ له جميع أسباب الوُجودِ لمقدوره" (4)
8 - صفة الصمد لله - عز وجل -:
يقرر الشيخ - رحمه الله - صفة الصمدية لله - عز وجل -، ويبين سبب أنه سبحانه المقصود في الحوائج على الدوام، فيقول: " وهذا لأنه السيد الكامل في سؤدده الغني الكامل في غناه المحتاج إليه كل ما عداه، فصمد إليه العالم كله ليكفلهم ويُيَسر كُلاًّ لما خُلِقَ له" [5].
فالصمد صفة ذاتية لله - عز وجل -، وهو اسمٌ له ثابت بالكتاب والسنة. [1] أخرجه مسلم في كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده، برقم (1659). [2] ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (19/ 160). [3] شأن الدعاء للخطابي (ص 85).
(4) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن محمد الغزالي أبو حامد (1/ 134). [5] تفسير الجلالين (ص 314).
نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 139