باب ما جاء في غربة الإسلام وفضل الغرباء
وقول الله تعالى: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} [1]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبي للغرباء" [2] رواه مسلم. ورواه أحمد من حديث ابن مسعود وفيه: "ومن الغرباء؟ قال النّزاع من القبائل" [3]. وفي رواية "الغرباء [4] الذين يصلحون إذا فسد الناس" [5]. وللترمذي من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: "طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي" [6].
وعن أبي أمية قال: "سألت أبا ثعلبة رضي الله عنه فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ؟ [7] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا [1] سورة هود آية: 116. [2] مسلم: الإيمان (145) , وابن ماجه: الفتن (3986) , وأحمد (2/389) . [3] الترمذي: الإيمان (2629) , وابن ماجه: الفتن (3988) , وأحمد (1/398) , والدارمي: الرقاق (2755) . [4] زيادة عبارة (في رواية الغرباء) في مخطوطة المفتي وتوافق ما في (كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة) للحافظ ابن رجب. [5] مسند أحمد (4/73) . [6] سنن الترمذي: كتاب الإيمان (2630) . [7] سورة المائدة آية: 105.