نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 302
وتقطعت في المفازة بك , والساعة تقول: رأيتك مرة " [1].
وذلك لأنه كان غائباً عن نفسه:
وحكى عن أبي عقال أنه " دخل عليه بعض الفقراء فقال له: سلام عليكم.
فقال له أبو عقال: وعليكم السلام , فقال الرجل: أنا فلان فقال أبو عقال:
أنت فلان , كيف أنت؟ وكيف حالك؟ وغاب عن حالته.
قال هذا الرجل , فقلت له: سلام عليكم.
فقال: وعليكم السلام , وكأنه لم يرني قط.
ففعلت مثل هذا غير مرة , فعلمت أن الرجل غائب فتركته , وخرجت من عنده [2].
وحكاية أخرى حكاها كل من القشيري وابن الملقن وعماد الدين الأموي , وتبيَن حقيقة هذا المصطلح , فينقلون عن الجنيد أنه:
" كان قاعداً , وعنده أمرأته , فدخل عليه الشبلي , فأرادت أمرأته أن تستتر , فقال لها الجنيد: لا خبر للشبلي عنك , فاقعدي.
فلم يزل يكلَمه الجنيد , حتى بكى الشبلي , فلما أخذ الشبلي في البكاء قال الجنيد لامرأته: أستتري , فقد أفاق الشبلي من غيبته [3].
هذا بالنسبة لغيبة الصوفي عن ذهنه وفكره ووجوده , وأما غيبته هو عن الخلق ووصوله إلى الله كما يدَعون , فيروي الأموي " أن الحسن رحمه الله أختفى عند حبيب العجمي من الحجاج , فسعى به , فدخل عليه الشرط , فقالوا: أين الحسن؟ قيل لنا إن الحسن عندك فقال: هل ترون شيئاً؟
ففتشوا الدار كلها وخرجوا وهم لا يرونه , لأنه كان عند الله فلم يروه " [4].
فهذه هي أقاويل المتصوفة في " الغيبة " إحدى مصطلحاتهم. [1] الرسالة القشيرية ج 1 ص 234. [2] أيضاً ص 221. [3] أنظر الرسالة القشيرية ج 1 ص 233 , أيضاً طبقات الأولياء لابن الملقن 211 , أيضاً حياة القلوب لعماد الدين الأموي ج 2 ص 273 بهامش قوت القلوب لأبي طالب المكي ط دار صادر بيروت. [4] حياة القلوب لعماد الدين الأموي ج 2 ص 69 بهامش قوت القلوب.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 302