responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 41
وخير ما ورد في هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أكل وشرب وشكر , وإذا لم يجد ما يأكله ويشربه فصبر , ولم يكن يرد موجودا كما لم يكن يتكلف مفقودا , وما أحسن ما كتبه الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله عن هدية صلى الله عليه وسلم وسيرته في الطعام فقال:
" كان هديه وسيرته في الطعام لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم وما عاب طعاما قط إن أشتهاه أكله وإلا تركه كما ترك أكل الضب لما لم يعتده ولم يحرمه على الأمة بل أكل على مائدته وهو ينظر وأكل الحلوى والعسل وكان يحبهما وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج ولحم الحبارى ولحم الوحش والأرنب وطعام البحر وأكل الشوي وأكل الرطب والتمر وشرب اللبن خالصا ومشوبا والسويق والعسل بالماء وشرب نقيع التمر وأكل الخزيرة وهي حساء يتخذ من اللبن والدقيق وأكل القثاء بالرطب وأكل الإقط وأكل التمر بالخبز وأكل الخبز بالخل وأكل الثريد وهو الخبز باللحم وأكل الخبز بالأهالة وهي الودك وهو الشحم المذاب وأكل من الكبد المشوبة وأكل القديد وأكل الدباء المطبوخة وكان يحبها وأكل المسلوقة وأكل الثريد بالسمن وأكل الجبن وأكل الخبز بالزيت وأكل البطيخ بالرطب وأكل التمر بالزبد وكان يحبه ولم يكن يد طيبا ولا يتكلفه بل كان هديه أكل أكل ما تيسر فإن أعوزه صبر حتى أنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع ويرى الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيته نار وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفر وهي كانت مائدته وكان يأكل بأصبعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ , وهو أشرف ما يكون من الأكلة , فإن المتكبر يأكل بإصبع واحد , والجشع الحريص يأكل بالخمس ويدفع بالراحة , وكان لا يأكل متكئاً " [1].

ولكن القوم عكسوا الموضوع فحرموا ما أحل الله , وتعنتوا وتطرفوا في ترك الطعام والشراب , وأسسوا أسسا وأصلوا قواعد لا وجود لها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا في سيرة أصحابه خيار خلق الله وأبرار هذه الأمة المغفورة لها

[1] زاد المعاد في هدي خير العباد لأبن قيم الجوزية ج1 ص 37.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست