responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 64
الطريق: ليس عندنا شيء من الزاد فقال:

توكلوا على الله وأنظروا إلى تلك الشجرة التي صارت ذهبا , فنظروا فإذا الشجرة من ذهب [1].

وروى ابن الملقن عن فتح الموصلي أنه قال: " رأيت غلاماً بالبادية لم يبلغ الحلم , وهو يمشي وحده ويحرك شفتيه , فسلّمت عليه , فرد علي السلام , فقلت: إلى أين؟ قال: إلى بيت ربي , فقلت: وبماذا تحرك شفتيك؟ فقال: أتلو كلام ربي. فقلت له: إنه لم يجر عليك قلم التكليف , فقال: رأيت الموت يأخذ من هو أصغر مني سناً. فقلت: خطوك قصير , وطريقك بعيد , فقال: إنما عليّ نقل الخطا وعليه الإبلاغ.

فقلت: فأين الزاد والراحلة؟
قال: زادي يقيني , وراحلتي رجلاي " [2].
وأما تعاليم الإسلام فهي بعكسها تماما كما روى عن أبن عباس رضي الله عنه قال:

" كان أهل اليمن يحجون فلا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون , فإذا قدموا مكة سألوا الناس , فأنزل الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [3].

ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ورفاقه البررة بهذا النوع من التعطيل بل أمرهم بالطلب والعمل حيث قال:

(إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها , ألا فاتقوا الله , وأجملوا في الطلب) [4].

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رجل: " يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال: (أعقلها وتوكل) [5].

وأما التوكل الصوفي فليس إلا إيثاراً للخمول والجلوس في الروابط والخانقاوات , وهروبا عن الجدّ والكدّ , والاجتهاد والجهاد كما يذكر السهروردي في عوارفه رواية

[1] تذكرة الأولياء للعطار ص 64.
[2] طبقات الأولياء لابن الملقن ص 277 , 278.
[3] رواه البخاري.
[4] رواه في شرح السنة والبيهقي في شعب الإيمان.
[5] رواه الترمذي.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست