نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 68
ومن الحكايات التي يسردها الصوفية بياناً لتواضع مشايخهم ما ذكرها اليافعي نقلاً عن إبراهيم بن أدهم أنه قال:
" ما سررت بشيء كسروري يوماً كنت جالسا فجاء إنسان وبال عليّ " [1].
ونقل السلمي عن أبي محمد الراسي أنه قال:
" لا يكون الصوفي صوفياً حتى لا تقلّه أرض ولا تظله سماء , ولا يكون له قبول عند الخلق " [2].
وقال آخر:
" الصوفي كالأرض يطرح عليه كل قبيح ويطؤه البرّ والفاجر " [3].
وذكر الشعراني في طبقاته حكاية أبي العباس أحمد بم مسروق بياناً لتواضعه وانسلاخه عن التكبر وتجرده عن الترفع , فيقول:
" جاءه مرة شخص فدخل داره لوليمة كانت عند أبي العباس بلا دعوة , فقال أبو العباس: لله علي أن أدعه يمشي إلا على خدّي حتى لأجلس موضع الأكل فوضع خده على الأرض ومشى عليه الرجل إلى أن أبلغ إلى موضع جلوسه , وصار يقول: مثل هذا الرجل يتواضع لي ويحضر وليمتي , بأيّ شيء أكافئه؟ " [4].
فبمثل هذه التفاهات كانوا يتصنعون التواضع , ويتكلفون به , ويتجاوزون إلى التهاون والتخاذل الغير معهود في السلف الصالح.
ويقول محمد بن أبي الحسن: مددت رجلي يوماً بعد صلاة المغرب , فهتف بي هاتف: [1] نشر المحاسن الغالية لليافعي ص 97 بهامش جامع الكرامات للنبهاني , أيضا إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص 412. [2] طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي ص 126. [3] إيقاظ الهمم ص 5. [4] طبقات الشعراني ج 1 ص 63. [5] أنظر النور من كلمات أبي طيفور ص 113 ضمن شطحات الصوفية للدكتور عبد الرحمن بدوي ط الكويت , أيضاً إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص 36.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 68