ولا شك أن هذا تدّين زائد على السنة , لا يعتبر تواضعاً إسلامياً. بل زّينه الشيطان وأما نسبة قول إلى هاتف فإنها كثيرة في كتبهم ومقولاتهم , يخترعون شيئاً وينسبونه إلى الهاتف ويعنون به ملكاً من الملائكة , وأحياناً يدّعون أن الله سبحانه جلّ شأنه هو الذي خاطبهم وهتف بهم كما بيّنا في كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " [2].
ونختم الكلام في موضوع التطرف في التواضع على ما ذكره الشعراني كقاعدة عامة لجميع المتصوفة حيث قال:
" لا يصلح هذا الأمر إلا لأقوام قد كنسوا بأرواحهم المزابل على رضا منهم وأختيار " [3].
وهناك تطرفات صوفية أخرى في أمور الدين والدنيا نذكر بعضا منها إجمالا وفيقول السهروردي عبد القاهر:
" من عرف عن يمينه وشماله في الصلاة متعمداً فلا صلاة له " [4].
" العامة يتوبون من سيئاتهم , والصوفية يتوبون من حسناتهم " [6].
وأيضاً " من تاب من تسعة وتسعين ذنباً لم يتب من ذنب واحد لم يكن عندنا من التائبين " [7].
وقالوا: " التوبة فرض كل عبد في كل نفس " [8]. [1] نفحات الأنس للجامي ص 128. [2] أنظر الباب الثالث التشيع والتصوف. [3] طبقات الشعراني ج 1 ص 88. [4] عوراف المعارف للسهروردي ص 320 دار الكتاب العربي بيروت. [5] الأخلاق المتبولية للشعراني ج 1ص 156. [6] قوت القلوب لأبي طالب المكي ج 1 ص 189. [7] أيضا ص 191. [8] طبقات الشعراني ج 2 ص 93.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 69