نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 74
النبي ومنهياته زيادة ونقصاناً مفرطين في أشياء ومفرّّطين في أخرى.
كما تجاسروا على أنزالهم أنفسهم ومشائخهم على مرتبة التشريع والتقنين , فأوجدوا أشياء , وأبتدعوا أعمالا وجعلوها من الدين ناسين قول الخالق المتعال {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [1].
فابتعدوا عن الجادة , وتفرقت بهم السبل , وصلّ عنهم سواء السبيل التي هي سبيل الله وسبيل رسوله صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين كما هو مبين في القرآن المجيد:
فخسروا خسرانا مبيناً.
ونحن نذكر في هذا الباب مخالفات المتصوفة للقرآن والسنة وبعض بدعهم التي أخترعوها ومحدثاتهم التي أبتدعوها تقربا إلى الله ووصولا إلى معرفته وابتغاء لمرضاته حسب زعمهم كما ذكرنا في الباب الذي سبق تطرفاتهم وتقشفاتهم التي لم ير لها أثر فيهما ولا في سيرة المؤمنين الأولين الذين نزل القرآن بينهم والذين تتلمذوا على مبيّن القرآن صلوات الله وسلامه عليه.
فنذكر في هذا الباب مخالفة المتصوفة لصريح القرآن والسنة ونصوصهما الظاهرة الصريحة.
من المعلوم في القرآن والسنة أن الله خلق الخلق وأمرهم بعبادته , وأرسل إليهم الرسل تترى , وختمهم بمحمد خاتم النبيين وأشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم لكي يهدوهم إلى وحدانيته وعبادته , وخلق الجنة لمن أطاعهم من خلقه وعبده وحده , [1] سورة الشورى الآية 21. [2] سورة الأنعام الآية 153. [3] سورة يوسف الآية 108.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 74