نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 89
طيباً , وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحا} , وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} , ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر , يمد يديه إلى السماء: يا رب , يا رب , ومطمعه حرام , ومشربه حرام , وملبسه حرام , وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك) [1].
ولكن الصوفية يرون عكس ذلك فإنهم يرون الكسب من الركون إلى الدنيا , ويبقون متعطلين عالة على الناس لا يعلمون , ويعيشون على عطيات الناس من هبّ منهم ودب , وقد مرّ بيان ذلك مفصلاَ [2].
وليس هذا فحسب , بل ذكروا أن عديدا منهم كانوا يتعاطون الحرام فيشربون الخمر ويأكلون الأفيون والبنج والحشيش , ويتناولون المخدرات والمسكرات فواحداً منهم ذكرناه في كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " الذي يقولون عنه: أنه كان مستجابا الدعوات , ومحللاً المشكلات , وما دعا شيئا قط إلا وقد أعطي , وكان يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات المسكرات , وصار مزاره مهبط الأنوار ومحطّ البركات مثل ما كان هو في حياته [3].
ومثله الصوفي المشهور عين الدين المتوفي 822 هـ " كان يشرب الخمر ليلاً ونهاراً " [4].
ومنهم الشيخ الشرياني القصوري المتوفى 1043 هـ " كان قبله الحاجات وكعبة السائلين والطالبين , ولم يكن يقضي لحظة بدون الخمر " [5].
وليس هذا فحسب , بل أجتراء القوم وقالوا:
" وحكي عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله أنه قال: كان بصحبتي رجل كثير الصوم والصلاة فعجبت من ذلك , ثم نظرت في مأكوله من موضع غير طيب , قال: فأمرته [1] رواه مسلم. [2] أنظر الباب الأول من هذا الكتاب " التطرف من لوازم التصوف ". [3] تذكرة أولياء باكستان للدكتور شارب ج 2 ص 259 وما بعد. [4] أنظر تذكرة أولياء بر صغير للميرزه أختر الدهلوي ج 1 ص 203. [5] أيضاً ج 2 ص 103 , 104.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 89