نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 96
ومما يدل على بعض الصوفية وكرههم للحضور في المساجد للجمعة والجماعة ما حكوه عن بركات الخياط نقلاً عن أبي السعود الجارحي أنه قال:
" مدحت الشيخ بركات الخياط للشيخ جمال الدين الصائغ مفتي الجامع الأزهر وجماعة , فقالوا: أمضوا بنا نزوره , وكان يوم جمعة , فسلّم المؤذّن على المنار فقالوا له: نصلّي الجمعة , فقال: مالي عادة بذلك (يعني أن الجمعة عادة وليست فرضاً) , فأنكروا عليه , فقال: نصلي اليوم لأجلكم (وليس لله) , فخرج إلى جامع المارداني فوجد في الطريق مسقاة الكلاب فتطهر منها (أنظر الإستهزاء بالفرائض الإسلامية) , ثم وقع في مشحنة حمير , ففارقوه وصاروا يوبخون الشيخ عبد الواحد الذي جاء بهم إليه , وصار الشيخ بركات يوبخ عبد الواحد ويقول: أيش هؤلاء الحجارة الذين أتيت بهم لا يعود لك بالعادة أبداً , والله يا ولدي , مسقاة الكلاب إنما هي مطعمهم ومشربهم , وكذلك مشنحة الحمير إنما هي صورة اعتقادهم النجس " [1].
وهناك آخر كان يمكث في خلوته ستة شهور كل سنة , لا يطعم شيئاً ولا يشرب , وإذا أراد الخروج من خلوته بعد ستة أشهر صاح بصوت عال ليختفي الناس عنه ولا يقع نظره على أحد لو وقع على أحد لكان أعمى عليه ليومين [2].
فهكذا أدّى بهم التصوف إلى الإستهزاء بفرائض الشريعة وشعائرها والجهر بهتكها ومخالفتها.
وليس ترك الجمعة والجماعة فحسب , بل صلاة العيد أيضاً كما نقلوا عن أبي السعود الجارحي أنه كان كثير المجاهدات ... كان ينول في سرب تحت الأرض من أول ليلة من رمضان فلا يخرج إلا بعد العيد بستة أيام , وذلك بوضوء واحد من غير أكل [3].
فهل هذه هي المجاهدات التي قالوا عنها " لو أن النبوة تنال بالمجاهدة لنالها عبد الكريم [4]. [1] طبقات الشعراني ج 2 ص 135. [2] أيضا ج 2 ص 145. [3] الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 130. [4] أنظر قلادة الجواهر لأبي الهدى الرفاعي ص 357.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 96