نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 27
بها وجد مجالا مشكلا للتلبيس، لكثرة الاستعمال.
والمعلوم في الجملة أنه [1] خلق آخر غير البدن، كما قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين [2] ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن [و [9] ب] الخالقين [المؤمنون: 14]. فبين أن الجسم خلق، والذي وراءه [3] خلق آخر، مجاور له، مغاير، وأنت ترى في الجملة أن للبدن صفات، هي القدرة، والعلم، والكلام، والإرادة، والحياة، والسمع والبصر، فهذه الصفات السبع، هي عماد التقدير، والتفكير [4]، والإيجاد والتصرف، وليس يمكن أن يقال في الحياة، أكثر من أنها صفة بها يستعد المحل لقبول الصفات الست [5] وهي الروح، وهي النفس، وأرادت طائفة التشغيب، أن تفرد الروح ببيان، وتخصه بنوع من البرهان، حتى انتهى بهم القول، إلى أن يقولوا: وما الإنسان؟.
لقد أخبرني أبو سعيد الزنجاني بالمسجد الأقصى طهره الله، عن الأستاذ أبي المظفر شاهفور [6]، أن أعرابيا دخل البصرة، فرأى حلقة المتكلمين، فقصد إليها فظن أنها حلقة ذكر، فوجدهم يتكلمون في حقيقة الإنسان، وقد كان عند نفسه معلوما، فلما رأى أهل تلك الحلقة، قد أدخلوه [7] في مبادأة [8] من يريد [9]، وأكثروا فيه من المراجعة والترديد، قام وهو ينشد:
إن كنت أدري فعلي بدنه…من كثرة التخليط في من أنه
واحتاج شيخ السنة، وصاحبه [10] لسان الأمة، ومن دارت عليه من [1] ز: كتب على الهامش: أي الروح. [2] ج: - من طين. [3] ب، ج، ز: فيه. [4] ج، ز: التفكر. [5] د: - الست. [6] طاهر بن محمد الإسفراييني صاحب كتاب التبصير في الدين 471 هـ/ 1080 م وهو أشعري الاعتقاد شافعي المذهب (طبقات الشافعية الكبىرى، ج3 ص175). [7] ب، ج، ز: ادخلوا. [8] د: مناداة. [9] ب: بديد أو بريد. [10] ج، ز: صاحبيه.
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 27