وبمثل ذلك قال الحكيم الترمذي تحت عنوان (وليّ حق الله ووليّ الله):
(فهؤلاء كلهم أولياء حقوق الله , وهم أولياء الله يصيرون إلى الله تعالى في مراتبهم , فيحلون بها ويتنسمون روح القرب , ويعيشون في فسحة التوحيد والخروج عن رقّ النفس , قد لزموا المراتب , فلا يشتغلون بشيء إلا بما أذن لهم فيه من الأعمال. فإذا صرفهم الله من المرتبة إلى عمل أبدانهم حرسهم , فيمضون مع الحرس في تلك الأعمال , ثم ينقلبون إلى مراتبهم , هذا دأبهم) [2].
وعلق ابن عجيبة على قول الشبلي: (الصوفية أطفال في حجر الحق تعالى) , علق عليه بقوله:
(يعني أنه يتولى حفظهم وتدبيرهم على ما فيه صلاحهم ولا يكلهم إلى أنفسهم) [3].
وظاهر أن من يكون هذا شأنه لا يكون إلا معصوما محضا , لذلك أن الصوفية حينما يستعملون الحفظ , لا يريدون من وراء ذلك إلا العصمة , ولذلك ذكر الهجويري كلتا اللفظتين في معنى واحد , بصورة الألفاظ المترادفة حيث حكى عن الجنيد أنه قال ك
(تمنيت وقتا ما أن أرى إبليس - عليه اللعنة - وذات يوم كنت واقفا بباب المسجد , فإذا بشيخ يقبل من بعيد متجها إلى , فلما رأيته أحسست وحشة في قلبي , فلما اقترب مني قلت: من أنت أيها الشيخ , إذ لا طاقة لعيني برؤية وجهك من الوحشة , لا طاقة لقلبي بالتفكير فيك من الهيبة؟ قال: أنا الذي تتمنى مشاهدتي. قلت: يا ملعون! ما منعك أن تسجد لآدم؟ قال: يا جنيد كيف تصور أني أسجد لغيره؟ قال الجنيد: فتحيرت في كلامه , فنوديت في سري أن: (قل له: كذبت , لو [1] أيضا ج 2 ص 664 , 665. [2] كتاب ختم الأولياء للترمذي ص 139. [3] إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة الحسني ص 168 الطبعة الثالثة 1982 القاهرة.
نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 208