22- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: اجْتَمَعَ الضَّحَّاكُ وَمَيْسَرَةُ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الشَّهَادَةَ بِدْعَةٌ, وَالْإِرْجَاءَ بِدْعَةٌ, وَالْبَرَاءَةَ بِدْعَةٌ[1]. [1] إسناده إلى الجمع المذكور صحيح, وهم من صفوة التابعين, أبو البختري اسمه سعيد بن فيروز مات سنة: 83, وميسرة هو ابن يعقوب بن جميلة الكوفي صاحب راية علي بن أبي طالب رضي الله عنه, والضحاك: هو ابن شراحيل الهمداني.
و"البراءة" هي من بدع الخوارج, الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وتبرؤوا منه, ثم صارت البراءة لهم مذهباً عرفوا به, حتّى كانوا يتبرؤون ممن كان منهم لمخالفته لهم, ولو في مسألة واحدة. انظر تفسير ذلك في "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسين الأشعري 1/156-157.
وأما الشهادة فالظاهر أنّها من بدع "المرجئة" الذين يشهدون لكل مؤمن بالجنة, الذين يقولون: كما لا ينفع مع الشرك عمل, كذلك لا يضرّ مع الإيمان عمل. أو لعلها من بدع المعتزلة, فقد اختلفوا في "الشهادة" على أربعة أقوال, منها قول بعضهم: الشهداء هم العدول قتلوا أو لم يقتلوا. راجع بقيّة أقوالهم في "مقالات الإسلاميين" 1/296-197.