نام کتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة نویسنده : مازن بن محمد بن عيسى جلد : 1 صفحه : 382
أو كان غلب عليه الغضب حتى أخرجه من الاعتدال بحيث زجر الناصح الذي دله على ما يزيل عنه وظن أنّه لا يستعيذ من الشيطان إلا من به جنون ولم يعلم أن الغضب نوع من شر الشيطان، ولهذا يخرج به عن صورته، ويزيد إفساد ماله، كتقطيع ثوبه، وكسر أنيته أو الإقدام على من أغضبه، ونحو ذلك مما يتعاطاه من يخرج عن الاعتدال [1].
وهذا الصديق رضي الله عنه يقع فيه رجل فيؤذيه مرة وثانية وثالثة، فيقوم وينتصر لنفسه، فيقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينها فيقول الصديق للرسول صلى الله عليه وسلم: أو جدت عليّ يا رسول الله؟ قال: نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك، فلما انتصرت وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان. قال الإمام المنذري: هذا مرسل [2].
قوله " فانتصر منه أبو بكر ": أي: عملاً بالرخصة المجوّزة للعوام، وتركاً للعزيمة المناسبة لمرتبة الخواص، وهو رضي الله عنه وإن كان جمع بين الانتقام عن بعض حقه، وبين الصبر عن بعض حقه، لكن لما كان المطلوب منه الكمال المناسب لمرتبته من الصديقية ما استحسنه النبي صلى الله عليه وسلم [3].
وها هي الفطرة البشرية تبرز في موقف الضعف: فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟ [1] ابن حجر: فتح الباري: 10/ 482، أنظر: العظيم آبادي: عون المعبود: 8/ 185 [2] أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب في الانتصار (4888) [3] العظيم آبادي: عون المعبود: 8/ 250
نام کتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة نویسنده : مازن بن محمد بن عيسى جلد : 1 صفحه : 382