نام کتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة نویسنده : مازن بن محمد بن عيسى جلد : 1 صفحه : 383
فيقوم سعد بن معاذ ويقول: يا رسول الله، والله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك، فقام سعد بن عبادة - سيد الخزرج- واحتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم لسعد بن معاذ فقال: لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله، والله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، وتساور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت [1].
وعائشة رضي الله عنها تقول في سعد بن عبادة: وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً، ولكن احتملته الحمية: أي أنّه كامل الصلاح. وفي رواية: وكان صالحاً ولكن الغضب بلغ، ومع ذلك لم يغمص عليه في دينه. ولكن احتملته الحمية: أي: حملته على الجهل.
قال العلماء: ومن الحمل الجيد لقوله: " كذبت لا تقتله ولا تقدر على قتله ": أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجعل حكمه إليك، فلذلك لا تقدر على قتله. قال الحافظ ابن حجر: وهو حمل جيد [2].
وقد اعتذر الإمام المازري عن قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة: إنك منافق، أنّ ذلك وقع منه على جهة الغيظ والحنق والمبالغة في زجر سعد [1] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب الولاء إذ سمعتموه (4750) [2] ابن حجر: فتح الباري: 8/ 329
نام کتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة نویسنده : مازن بن محمد بن عيسى جلد : 1 صفحه : 383