وجحد البعث كفر بالإجماع، حل دمه وماله. فإن الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: الآيتان: 150، 151] فلا حجة لمن قال ممن ابتلى بالوقوع فيما وقع فيه المشركون الأولون: إن المشركين الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرًا!! ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟ وذلك لأن الجواب على هذا القول: أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج فإذا كان من جحد شيئًا من هذه الأمور كلها فكيف بمن يجحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم؟ ومعلوم أن صرف العبادة أو شيء منها لغير الله جحد للتوحيد.
التاسعة أن من رفع رجلاً غير نبي إلى رتبة النبوة يكفر ويقاتل كما قاتل الصحابة - رضي الله عنهم - بني حنيفة مع أنهم قد أسلموا، ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا