العامة رووا أنها نزلت في عَائِشَة، وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية، وما رمتها به عَائِشَة.
ثم روى علي بن إبراهيم القُمِّي بسنده قال: "لما مات إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وآله - حزن عليه حزنًا شديدًا، فقالت عَائِشَة: ما الذي يحزنك عليه؟ فما هو إلا ابن جُرَيْح ... " [1].
فهذه الرواية هي رواية صحيحة ثابتة - عند الرَّافِضَة السبئيين -، ولذلك يعتمدون عليها أيما اعتماد، وقد صرح كبار علمائهم بصحة هذه الرواية.
فهذا المفيد - وهو من كبار علمائهم - يُؤكِّد أنّ هذه الروايات صحيحة ومسلَّمة عند الشيعة، فيقول: "خبر افتراء عَائِشَة على مارية القبطية خبٌر صحيحٌ مسلَّمٌ عند الشيعة" [2]، فالخبر إذًا صحيح مسلَّمٌ [3].
وقد روى الرَّافِضَة أيضًا هذه القصة في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [4].
قال علي بن إبراهيم القُمِّي في "تفسيره' [5]: "إنها نزلت في مارية القبطية أم [1] وقد ذكر ذلك أيضًا جمع من مصنفي الرَّافِضَة نقلاً عن القُمِّي، منهم: هاشم البحراني في تفسيره: البرهان في تفسير القرآن 4/ 52، 53، والمجلسي في بحار الأنوار 22/ 155. [2] رسالة فيما أشكل من خبر مارية للمفيد ص (29). [3] الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة ص (103)، وينظر: الحصون المنيعة في براءة عَائِشَة الصديقة ص (54)، والفتح الأنعم في براءة عائشة ومريم ص (130). [4] سورة الحجرات، الآية:6. [5] 2/ 318، 319.